أول فيلم سينمائى في العالم:
تمكن الأخوان الفرنسيان أوجست لومير ولويس لوميير وهما من صناع المعدات الفوتوغرافية تمكنا من صنع آلة لعرض الأفلام، وأخرى للتصوير الفيلمى في أوائل عام 1895، بعد إجراء العديد من التجارب على الصور المتحركة وأسميا آلة العرض الفيلمى توغراف، وكان ذلك إرهاصا للكلمة التى انتشرت فيما بعد في كافة أجزاء العالم كناية عن الصور المتحركة، وهي سينما والمأخوذة من الكلمة اليونانية القديمة Kinema وتعنى حركة.
ولكن سينما (توجراف لومبير) كانت محصلة اختراعات وأبحاث كثيرة سابقة، اشترك فيها عشرات العلماء في عديد من الدول الاوروبية، بدأت مع تجارب (ج ـ هـ. شولتز) في حساسية الضوء عام 1725 ـ واختراع التصوير الفوتغرافى في عام 1839م
وفي الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1895ميلادية استأجر الأخوان لوميير الصالون الهندى بمقهى Grand Cafee في شارع كابوسين حيث عرضا أول فيلم سينمائى في العالم على الجمهور.
وكان البرنامج الأول عبارة عن عشرة أفلام يتراوح طول الفيلم الواحد منها بين 15 و 20مترًا، وهو ما يستغرق زمنا يصل إلى دقيقتين، وكان اشتراك أو رسم الدخول إلى هذا العرض من جانب جمهور المشاهدين فرنكا فرنسيا واحدا، وهو ما يعادل اليوم ثمانين قرشا مصريا تقريبا.
وكانت جميع الأفلام المعروضة صامتة، وبعد مرور أربع أشهر قدم أديسون السينما إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في الثالث والعشرين من أبريل عام 1896م حيث عرض أول عرض سينمائى عام في نيويورك، وصادف نجاحا كبيرا.
وفي نفس العام انتج مصنع ليون بفرنسا مائتى جهاز لالتقاط وعرض الصور المتحركة، وهكذا استقرت النظريات الأساسية لتصوير وعرض الصور المتحركة وتطبيقها تجاريا في كل من فرنسا والولايات المتحدة وإنجلترا، وبذلك عمت السينما مختلف أقطار العالم.
حيث لم تمض سوى ثمانية أشهر على العرض الأول إلا وقد عمت أجهزة التقاط وعرض الصور المتحركة جميع عواصم أوروبا، ثم انتقلت سينما لوميير بعد ذلك إلى اليابان والهند واستراليا.
ولم تمض سنة على أول عرض سينمائى في باريس إلا وكانت العروض السينمائية تغزو العالم كله وأصبحت السينما فنا عالميا.
العمال والسينما:
وطبيعى كانت الأفلام الأولى تهتم بإظهار الحركة، ومن المعروف أن المجتمع العمالى يتسم بالنشاط والحركة، ولهذا كنا نجد الأفلام الأولى تصور حركة عمال البناء أو المصانع.
ومن أهم الأفلام التى عرضت بين الأفلام الأولى التى تم عرضها في سينما لوميير في مقهى جراند عام 1895 فيلم ساعة الغذاء في مصنع لوميير في ليون، وكان الفيلم يصور حركة العمال في دخولهم أو مغادرتهم المصنع، أو وقوف العامل أمام الآلات التى يعمل عليها، كما في مركبات إطفاء الحرائق، وغيرها.
وكان المشاهد ون يتأملون هذه المناظر وغيرها من الاستعراضات وحركة القطارات والأمواج مبهورين بسحر مناظرها المتحركة، ويشدهم إليها واقعية هذه الصور المتحركة، أما المنتجين من مخترعى هذه الأفلام فكان هدفهم استغلال هذه الحركة، والتى تعتبرها من سمات مجتمع العمال.
وهكذا ولدت السينما تسجيلية بحتة معتمدة على النقل من واقع الحياة اليومية مباشرة ودونما نص مكتوب أو تمثيل، أو حتى خدمات إنتاجية وكان التصوير يتم نهارا على ضوء الشمس، كما لم تكن الكاميرا تتحرك لتقدم لقطاتها الاستعراضية المعهودة.
الفيلم الناطق:
لم يأت الصوت فجأة إلى الأفلام، فمنذ اختراع الأفلام المتحركة ويحاول المخترعون جمع الصوت بالصورة، فكان هناك نوعا من الصوت المسجل على الاسطوانات يصاحب عرضها، أو استخدام العازفين أو الفرقة الموسيقية لتقدم ألحانها التى تناسب المشاهد المعروضة وعندما بدأت دور عرض الأفلام تنتشر كان غالبيتها يخصص أماكن للفرقة الموسيقية، وكان لهذا الصوت أو الموسيقى وظيفتان الأولى تهيئة أصوات مناسبة لمشاهد الفيلم المعروض والثانية تغطية الأصوات الصادرة من أجهزة العرض ومن المشاهدين أنفسهم.
ويعتبر أديسون أول من فكر في الفيلم الناطق عام 1889، عندما حاول أن يمزج بين الفوتوغراف والكنتوسكوب وأعدت أفلام كثيرة بهذه الطريقة في فرنسا قبل عام 1900، ولم يتجاوز طول الفيلم الدقيقتين، إلا أن أجهزة إذاعة الاسطوانات لم يكن في استطاعتها آنذاك إصدار أصوات عالية لملء قاعات العرض الكبيرة وكان الصوت رديئا حتى تمكن لي دى فورست، من اختراع المكبر الصوتى قبل نشوب الحرب العالمية الأولى بوقت قصير، وبواسطة مكبر الصوت أصبح في الإمكان تحسين الصوت، والتحكم في درجة علوه أو خفضه، ثم بدأ بعد الحرب يوجه اهتمامه إلى مشكلة الصوت في السينما، وابتكر طريقة لتسجيل الصوت مباشرة (بطريقة ضوئية) وهي ما تعرف بأفلام OPT، حيث نجد الصوت على حافة الفيلم نفسه وذلك بتسجيل الصوت ضوئيا في شكل مسارات دقيقة على طول حافة الفيلم، وسجلت بهذه الطريقة الأصوات لمشاهد فنانى المسرح أمثال فيلوز بيكر وليدى كانتور.
وعلى الرغم من إعجاب المشاهدين بهذه الأفلام القصيرة الناطقة إلا أن شركات الإنتاج السينمائى لم تبد أى أهتمام بها، وفي تلك الفترة كانت معامل شركة (بل) للتليفونات تواصل تجاربها لربط الصوت بالصورة باستخدام الاسطوانات وفي عام 1926 صنعت جهاز لإدارة اسطوانات 13، 17 بوصة بحيث تغطى الاسطوانة فصلا كاملا من فصول الفيلم، واشترت استوديوهات وارنر هذا الاختراع وأطلقت عليه اسم (فيتافون) واستخدمتها كما استخدامها من قبل دى فورست في اختراعه (الفونوفيلم) الذى استخدم في بعض دور العرض الأمريكية ثم اشترت استوديوهات فوكس عام 1927 حق استغلال الاختراع الألمانى (ترى ايرجون) الذى يتولى تسجيل الصوت على نفس الفيلم، وقدمت لنا في إبريل من نفس العام أول جريدة سينمائية ناطقة، وحققت نجاحا كبيرا بعد أن سجلت أصوات المشاهير على الأفلام أمثال جورج برناردشو وبنيتوه وسولينى إلى أن ظهر نجم الغناء آل جولسون في فيلم (مغنى الجاز) وكان فيلما طويل سجل عليه الصوت بطريقة (الفيتافون) واستقبله النقاد استقبالا لم يظفر به أي فيلم آخر قبله.
وأحدث ظهور الصوت في الأفلام انقلابا حقيقيا في الفن السابع حيث نطقت السينما بعد سنوات طويلة من الخرس والبكم والتأتأة، وزودت دور العرض بعدها بآلات تسجيل الصوت.
إلا أن أول فيلم عرض عام 1931 في مصر وهو (أنشودة الفؤاد) وهو من إنتاج نحاس فيلم بالاشتراك مع أخوان مهنا، ثم فيلم أولاد الذوات الذى أخرجه محمد كريم، وعرض في مارس 1932، ويعتبر من الأفلام المصرية الأولى الناطقة، بعدها انتعش انتاج الفيلم المصرى الناطق، وأنشئت العديد من الاستوديوهات، وزودت بكل معدات الإنتاج، ومن بينها معدات الصوت ومنها استديو مصر والأهرام وجلال ونحاس واستخدام الصوت في السينما بصورة تفوق الخيال.
الفيلم الملــون:
الألوان كالصوت والموسيقى التى صاحبت الفيلم السينمائى، لكنها لم تكن جديدة تماما على السينما، فكان كثيرا من الأفلام الفرنسية القصيرة يلون باليد كادرا كادرا، أو كانت تستخدم الألوان لإعطاء المشاهد صبغة واقعية منذ 1897، وكانت تعطى أفلام الغوطة اللون الأخضر، أو اللون الأحمر لبعض مشاهد الحريق، والأزرق لمناظر الليل، وهكذا كان يتم استخدام الألوان الأساسية الأحمر والأخضر والأزرق.
ولم تكن الألوان آنذاك دقيقة ولم تكن كاملة، ولم تثر الألوان حماسا كبيرا إلا عندما بدأ المنتجون يضمنون أفلامهم مشاهد ملونة وكان أول نجاح كبير سجله الفيلم الملون هو فيلم (القرصان الأسود) عام 1926 الذى صور بكامله بالألوان تقريبا، وفي مصر كان ظهور الأفلام الكاملة الألوان بعد عام 1946.
ومن الأفلام المصرية الأولى الملونة بالكامل فيلم (بابا عريس) و(ست الحسن)،(نهاية قصة) و(الحب في خطر).
* منقول من موقع:
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]