السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التهاب المفاصل الحاد والإصابة بالنوبة القلبية الحادة
من المعروف أن النوبات القلبية الحادة التي تصيب الإنسان على حين غرة هي من المضاعفات المألوفة التي تقدم التهابات المفاصل الموجع بالإضافة إلى أمراض العضلات والأعصاب المعروفة كمؤشرات للإصابة بها، كما أنها تصيب أولئك الذين يعانون من مرض السكري بدرجات متفاوتة، لكن لم يتسنى حتى الآن وجود دراسات تقييمية لهذا المرض بالشكل الذي يستحق وبالنمط الذي يلفت الانتباه. ورد هذا الموقف على لسان الخبير الدكتورGurkirbal Singh من خلال مداخلة له وجهها على هامش المؤتمر الأوربي السنوي الذي عقد مؤخراً تحت عنوان "تظافر كل الجهود لمواجهة مرض الروماتيز".
كان العالم الخبير الدكتور Singh الذي يعمل أستاذاً لمادة أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمرارة في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا في الولايات المتحدة أوضح خلال إحدى جلسات المؤتمر أن تطوير أجهزة الفحص بالإشعاع وتطوير الإجراءات الاحترازية الواقية من الإصابة بالأمراض المذكورة بالإضافة إلى إيجاد العلاج الفعال الذي من شأنه التوصل إلى خفض كبير في أعداد المتوفين من بين المرضى المعالجين بالمواد الكيمياوية الإشعاعية، أما النتيجة فتكون شعور المصاب بضيق في التنفس مصحوب بآلام حادة في منطقة الصدر بالإضافة إلى ارتباك مفاجئ في ضربات القلب، وهذه كلها مؤشرات تعني النوبة القلبية التي قد تقود إلى الوفاة.
وذكرت دراسة نشرتها مؤخراً المجلة الطبية الألمانية عدم حدوث أي تعديل يقلل من أعداد المتوفين في المستشفيات نتيجة الإصابة بالنوبات القلبية الحادة الناجمة عن استخدام العلاج الإشعاعي، فيما يبدو على الجانب الآخر وجود إدراك مقبول للمضاعفات الناجمة عن الإصابة بتصلب شرايين القلب وأوعيته في أوساط مرضى السكري، بالإضافة إلى الكشف عن وجود تطور كبير في مسألة الإجراءات الاحترازية المصحوبة بوسائل علاج مرضى القلب.
وكان البروفيسور سينغ وزملاؤه شاركوا في عملية فحص ومراجعة المعلومات التي وفرتها عينات عشوائية من المرضى الراقدين في مختلف المستشفيات الأميركية وكانت تتضمن معلومات عن كل تفاصيل العناية السريرية التي يتلقونها طيلة فترة مكوثهم في المستشفى وبغض النظر عن وضع هؤلاء فيما يتعلق بالتأمين الصحي فتبين لهم أن نسبة الوفيات في صفوف المرضى المعالجين إشعاعياً خلال العام 2001 من بين المصابين بالنوبة القلبية الحادة لم تزد أثناء تلقي العلاج عن تلك المتعلقة بالمتوفين في السكتة القلبية من مرضى السكري، لكن الفترة المحصورة بين عامي 1991 و2001 شهدت ارتفاعاً في نسبة المصابين بالنوبة القلبية الحادة بلغت 47 في المئة كانوا جميعهم بحاجة ماسة للرقاد السريري داخل المستشفى.
وعلى العكس من ذلك ثبت خلال الفترة المحصورة بين عامي 1991 و2001 وجود تراجع هام في نسبة وفيات مرضى السكر بلغ حجمه 30 في المئة ممن قضوا تحت تأثير الإصابة بالنوبة القلبية الحادة، فيما تبين أن نسبة المصابين بالنوبة القلبية الحادة من بين مرضى السكري الذين اضطروا تحت تأثير تردي ظروفهم الصحية إلى الانتقال للمستشفى لتلقي العلاج السريري شهدت استقراراً نسبياً.
وقد أمكن نتيجة التعرف المبكر على المرض وتلقي الإجراءات العلاجية الفعالة التوصل إلى نتائج إيجابية فعالة. وطبقاً للبروفيسور سينغ فإن كل هذه التطورات الإيجابية تحتوي تضمينات مستقبلية في غاية الأهمية بشأن العلاج الكيمياوي بالإضافة إلى الأمور ذات الصلة بتشخيص المرض والإجراءات الاحترازية والعلاجية.