بين الأنواع المحتوية على السكر أو الخالية منه
تمضغ الكثيرات العلكة يومياً، وعلى فترات متفاوتة... ولكن، هل خطر ببالك يوماً أن تعرفي مم تتكوّن العلكة؟ وما هي مضارها وفوائدها؟ وما هو تأثيرها على وزنك ورشاقتك؟
للإجابة على هذه الأسئلة، حملتها «سيدتي» إلى استشاري التجميل وزميل الكلية الملكية للجراحين في لندن، الدكتور خالد سيد عبد الجواد في «مركز مايز الطبي».
عرف العالم العلكة منذ قديم الزمان، في الحضارات الفرعونية والصينية والفارسية. وقد كانت تستخرج طبيعياً من بعض النباتات، إلى أن تطوّرت صناعتها فيما بعد وأصبحت تحتوي على خليط من المواد الطبيعية والصناعية وأنواع من الشمع والمطّاط الصناعي والنكهات والسكريات.
العلكة المحتوية على السكر
يزيد مضغ العلكة من استهلاك الطاقة، فهو يستهلك حوالي %20 منها، مما يؤدي بالتالي إلى استهلاك مزيد من السعرات الحرارية (حوالي 11 سعرة حرارية في الساعة). فإن قامت المرأة مثلاً، بمضغ العلكة طيلة النهار، فإنّ ذاك سيساعدها على التخلّص من خمسة كليوغرامات من الدهون سنوياً.
وتمنح العلكة المحتوية على السكر، من سعرتين إلى 22 سعرة حرارية، لكنها بالمقابل تساعد على احراق الكثير من السعرات الحرارية. لذا فإن مضغ العلكة وما يرافقها من زيادة بإفراز العصارات المعدية والأنزيمات الخاصّة في اللعاب تعمل على احراق الشحوم، وبالتالي تقلل الوزن. ويؤدّي مضغ العلكة بين الوجبات إلى استهلاك الشحم المخزون تحت الجلد وبين الأعضاء، كما أنه يطرد الشعور بالجوع.
العلكة الخالية من السكر
تُستخدم مادة «سوربيتول» عادةً، وهي احد أنواع السكريات المنتجة من سكر الغلوكوز العادي والتي تتحلّل ببطء في الجسم، في صناعة أنواع العلكة الخالية من السكر، كإضافة تُعطي طعماً حلواً، وذلك بدلاً من إضافة أحد أنواع السكر العادي إليها.
لكنّ الإفراط في مضغ العلكة الخالية من السكر يمكن أن يؤدّي إلى نقص كبير في الوزن، وذلك لأنّ مادة «سوربيتول» التي تستخدم في صناعة العلك كما بعض المنتجات الأخرى، لإكسابها طعمها الحلو تسبّب الإسهال، وقد تستخدم أصلاً كعلاج للمصابين بالإمساك.
وتبيّن الدراسات أنّ الأشخاص الذين فقدوا الكثير من الكيلوغرامات من أوزانهم، هم الذين تناولوا ما بين 20 و30 غراماً من مادة «سوربيتول» يومياً، على شكل علكة أو غير ذلك. وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول ما بين 5 و20 ملليغراماً من هذه المادة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمغص والانتفاخ والألم الخفيف في المعدة. كما يمكن أن تسبّب الإسهال والفقد الحاد في الوزن إن تجاوز استهلاكها 20 غراماً.
وتجدر الملاحظة أنّ هذا النوع من المُحليات الصناعية يحتوي على كمية من الطاقة، إذْ إنّ الغرام الواحد منها يُعطي حوالي 2.6 سعرة حرارية، بالمقارنة مع الغرام الواحد من السكر العادي أو النشويات الذي يُعطي الجسم طاقة تُقدّر بـ 4.2 سعرة حرارية.
وفي هذا الإطار، ينصح الدكتور عبد الجواد بالاعتدال والاتزان في استهلاك هذا النوع من العلك، إذ ينتج عن الإفراط في تناوله بعض المضار.
فوائد ومضار
من فوائد مضغ العلك أنه يزيد من إفراز اللعاب، ويساعد على الهضم وتنظيف الفم والأسنان، كما أنه يعزّز عضلات الفك. ويوصى بمضغ العلك لمن يعانون من أمراض اللثة وانسداد قناة «إستاكيوس» بالأذن الوسطى، وفي حالات الإصابة بشلل عصب الوجه وذلك لتقوية عضلات الوجه.
بالمقابل، يشكّل إدمان مضغ العلك لفترات طويلة يومياً إلى تضخّم وتشنّج عضلات الفك حتى أنها تستمر في الانقباض حتى بعد التوقف عن المضغ، مما يسبّب الحزّ على الأسنان حتى أثناء النوم، فينتج عن هذه الحالة: تآكل الأسنان وانكشاف طبقة المينا الواقية لها مما يجعلها أكثر حساسية للطعام البارد والساخن، ونوبات من الصداع المزمن وآلام الرأس والرقبة. وأخيراً، يؤدّي الإفراط في مضغ العلك إلى حدوث خشونة بالمفصل الذي يجمع الفك بالجمجمة، نتيجة لفرط استخدامه والإجهاد المستمر له، مما يحدث طرطقة وآلام أثناء المضغ.