ايوب الرياحي عضو برونزى
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 05/03/2011 العمر : 30 الموقع : www.youssoufia.7olm.org et www.al-maarifa.3olmoum.com.
| موضوع: متى حصلت غزوة ذات السلاسل ؟ و ما هو تفصيل أحداثها ؟ السبت أبريل 02, 2011 1:52 am | |
| [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] متى حصلت غزوة ذات السلاسل ؟ و ما هو تفصيل أحداثها ؟ | الاجابة للشيخ صالح الكرباسي | تُعتبر غزوة ذات السَّلاسِل من الغزوات البطولية الهامة و الحساسة التي قادها علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) بجدارة و بسالة و بأمر من رسول الله محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) بعدما فشل عددٌ من القواد المسلمين في تحقيق النصر ، و هزيمتهم أمام الأعداء . و مما يدل على أهمية الانتصار الذي حققه علي ( عليه السَّلام ) هو أن الله عَزَّ و جَلَّ أنزل بعد هذه الواقعة سورة العاديات [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] التي تتحدث عن . سبب تسمية هذه الغزوة بذات السلاسل : أما سبب تسمية هذه الغزوة بذات السلاسل فيعود إلى شدِّ المسلمون الأسرى بالحبال ، فكانوا كأنهم في السلاسل . فعن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و سميت هذه الغزوة ذات السلاسل لأنه أسر منهم و قتل و سبي و شد أسراهم في الحبال مكتفين كأنهم في السلاسل ... " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . تفاصيل الغزوة : في السنة الثامنة للهجرة النبوية المباركة ، أُخبر رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) بأن أثنا عشر ألفاً من أعداء الإسلام قد تحالفوا و تعاقدوا في ما بنيهم ، و اجتمعوا في منطقة " وادي اليابس " و هم يريدون التوجّه إلى المدينة للقضاء على الإسلام ، و هم مصمَّمون على قتله ( صلَّى الله عليه و آله ) أو قتل فارسه البطل علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . نعم إن أعداء الإسلام كانوا قد تعاهدوا على ذلك ، و تحالفوا على تحقيق أهدافهم حتى لو يُقتَلوا في هذا السبيل . كيف عرف المسلمون خطة العدو : تختلف الأقوال في كيفية معرفة الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) بخبر تجمع الأعداء و خطتهم ، فهناك أقوال ثلاثة : 1. إن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) تعرَّف على خطة العدو بواسطة الوحي ، يقول علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : نزل جبرائيل على محمَّد ( صلَّى الله عليه و آله ) و أخبره بقصتهم ، و ما تعاقدوا عليه و تواثقوا . 2. إن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان من عادته إرسال العيون إلى مناطق العدو لرصد تحركاتهم و كشف خططهم في وقت مُبكِّر ، و لقد استطاع رسولُ اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) بواسطة العيون التي بثها في تلك المناطق أن يعرف نوايا الأعداء بالنسبة إلى الإسلام و المسلمين قبل أن يتمكن العدو من القيام بتطبيق مخططاته و الإغارة على المدينة . 3. إنّ أَعرابياً جاء إلى النبيّ ( صلَّى الله عليه و آله ) و أخبره باجتماع قوم من العرب بوادي الرمل [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] للتآمر عليه و على الإسلام ، ـ و أضاف ـ بأنهم يعملون على أن يبيّتوه بالمدينة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . كيف أفشل النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) مؤامرة العدو ؟ أمر النبي المصطفى محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) مؤذنه بأن ينادي في المسلمين : الصلاة جامعة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ، فعلى مؤذن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) مكاناً مرتفعاً و نادى : الصلاة جامعة ، فسارع المسلمون إلى الاجتماع في مسجد النبي ، فصعد ( صلَّى الله عليه و آله ) المنبر و قال في ما قال : " ... أيُّها الناس ، إنَّ هذا عَدوَّ اللّه و عدوَّكم قد عمل على أن يبيِّتكم فمَن لهم ... ؟ " . فانتدب جماعة من المسلمين أنفسهم للدفاع عن الإسلام و مقابلة العدو ، فأمَّرَ النبيّ ( صلَّى الله عليه و آله ) عليهم أبا بكر ، فسار أبو بكر بتلك المجموعة إلى قبيلة " بني سليم " و كانت قبيلة بني سليم تسكن في شعب واسع ، فلمّا أراد المقاتلون المسلمون أن ينحدروا إلى الشعب عارضهم بنو سليم و قاوموهم ، فانسحب أبو بكر ، و لم يتمكن من أداء مهمته . يقول علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : قالوا ـ أي بنو سليم لأبي بكر ـ : ما أقدمك علينا ؟ قال : أمرَني رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) أن أعرض عليكم الإسلام فان تدخُلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم ما لهم ، و عليكم ما عليهم ، و إلا فالحربُ بيننا و بينكم . فهدّده زعماء تلك القبيلة ـ و هم يباهون بكثرة رجالهم و مقاتليهم ـ بقتله و قتل من معه ، فاُرعبَ لتهديدهم و عاد بجماعته إلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) . انزعج الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) لعودة الجيش الإسلامي خائباً ، فأمر عمر بن الخطاب أن يتولى قيادة تلك المجموعة و يتوجه بها إلى العدو . فتوجَّه عمر بن الخطاب بأمر من الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) بالجيش الإسلامي إلى تلك المجموعة المتآمرة ، لكن العدوَّ كان هذه المرة أكثر تحسباً و يقظة ، ذلك لأن جيش العدو استقرَّ هذه المرة عند فم الوادي و كمن وراء الأحجار و تستر تحت الأشجار بحيث لم يتمكن المسلمون من مشاهدتهم ، فباغتوا المسلمين بالخروج مرة واحدة عندما حلّ الجيش الإسلامي بذلك الوادي . فلم تتمكن المجموعة الإسلامية من تحقيق النصر في هذه المرة أيضاً ، و أصدر القائد الأمر بالانسحاب كما فعل القائد الأول من قبل ، و عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة مذعورا و مهزوماً و لم يحقق شيئاً . فاستاء الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من هزيمة هذا القائد و كره منه هذا الموقف . و هنا قام عمرو بن العاص و قال : ابعثني يا رسول اللّه إليهم ، فإن الحرب خدعة ، فلعلّي أخدعُهم [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ، فأنفذه رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) مع جماعة من المسلمين لمقابلة العدو ، لكنه ما إن وصل إلى الوادي حتى خرج إليه بنو سليم فهزموه و قتلوا من أصحابه جماعة . أنزعج المسلمون و حزنوا للهزائم المتتالية ، فعمد رسولُ اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى تنظيم مجموعة جديدة بقيادة بطل الإسلام الخالد عليِّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و بعثهم لمقاتلة العدو . فطلب عليّ ( عليه السَّلام ) من زوجته فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) أن تأتي له بالعصابة التي كان يشدّها على جبينه في اللحظات الصعبة ، فتعصَّب بها ، فحزنت فاطمة ( عليها السَّلام ) و بكت إشفاقاً عليه ، فسلَّاها النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و هدّأها و مسح الدموع عن عينيها ، و شيّع عليّاً حتى بلغ معه مسجد الأحزاب ، و عليّ راكبٌ على فرس أبلقٍ ، و قد لبس بردين يمانيّين ، و حمل رمحاً هندياً بيده ، فودَّعه الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و قال : " أرسلته كراراً غير فرّار " . عليٌ يذهب لمقاتلة العدو : توجّه علي ( عليه السَّلام ) بالجيش الإسلامي إلى العدو ، لكنه سلك طريقاً غير معروف ، و كان يريد بذلك إخفاء خطته ، حتى إن الذين خرجوا معه تصوّروا أنه يقصد العراق . نعم استعان علي ( عليه السَّلام ) بالكتمان و السريَّة كتكتيك عسكري ، فأخفى كل شيء عن العدو ، فكان يسير بأفراده ليلاً و يكمن نهاراً ، و كان يستريح خلال النهار حتى دنا من ارض العدوّ دون أن يشعر العدو بالجيش الإسلامي . و قبل أن يصل علي ( عليه السَّلام ) إلى النقطة الاستراتيجية الحساسة أي مدخل الوادي أمر الجيش بالنزول و الاستراحة لاستعادة النشاط و استعداداً لمداهمة العدو على حين غفلة ، و لكي لا يشعر العدو بالجيش الإسلامي أمرهم بان يكمُّوا أفواه خيولهم حتى لا يسمع العدو صهيلها . و عند الفجر صلّى عليُّ ( عليه السَّلام ) بالمسلمين صلاة الصبح ، ثم صعد بهم الجبَلَ حتى وصل إلى القمة ، ثم انحدر بهم ـ بسرعة فائقة ـ إلى الوادي حيث يسكن " بنو سليم " فأحاط المسلمون بهم و هم نيام ، فلم يستيقظوا إلا و قد تمكَّن المسلمون من محاصرتهم ، فأسَّرُوا منهم فريقاً ، و فرَّ آخرون . و بهذا أرعب العدو إرعاباً شديداً فقَدَ معه توازنه و قدرته على المقاومة ففرّ من المعركة مخلِّفاً وراءه غنائم كثيرة استولى عليها المسلمون ، و هكذا اكتمل النصر و عاد الجيش الإسلامي بقيادة علي ( عليه السَّلام ) إلى المدينة ظافراً منتصراً . نزول سورة العاديات : نعم بلغت تضحية علي ( عليه السَّلام ) و ما أبداه من البسالة و الشجاعة في هذه الواقعة من الأهمية مرتبة عالية جداً بحيث نزلت في هذه الواقعة سورة كاملة هي سورة العاديات التي قال الله عَزَّ و جَلَّ فيها : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و لما نزلت السورة خرج رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى الناس فصلى بهم الغداة و قرأ فيها و العاديات ، فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه سورة لم نعرفها ، فقال رسول الله : نعم ! إن عليا ظفر بأعداء الله و بشرني بذلك جبرائيل في هذه الليلة ، فقدم علي ( عليه السَّلام ) بعد أيام بالغنائم و الأسارى " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . عودة الجيش الظافر إلى المدينة : كان رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ينتظر رجوع ابن عمه من هذه الغزوة الظافرة ، و ما أن قَرُب جيش الإسلام من المدينة حتى خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) في جماعة من أصحابه لاستقبال علي ( عليه السَّلام ) و من معه من جند الإسلام الظافر . و ما أن وقعت عينا القائد المنتصر على رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) حتى ترجّل من فرسه فوراً احتراماً و إجلالاً ، فقال له ( صلَّى الله عليه و آله ) و هو يربت على كتفه : " اركب فانَّ اللّه و رسوله عنك راضيان " . و اغرورقت عينا علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) بالدموع استبشاراً ، فقال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) في شأن علي قولته المعروفة : " يا عليّ لَولا أَنّي اُشفقُ أن تقولَ فيك طوائف مِن اُمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلتُ فيك اليوم مقالاً لا تمرُّ بملأَ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] .
|
| |
|