لحرية لها دور مهم في تربية وتعليم الأطفال وقد أكد كثير من علماء النفس والفلاسفة أيضا بأنه يجب أن تعطى فرصة للطفل كي يتعلم بنفسه عن طريق التجربة ، يتعلم الحقوق والواجبات الإجتماعية بنفسه عن طريق مشاركته في النشاطات الإجتماعية . الأطفال الذين هم تحت المراقبة الشديدة من الأوامر والنواهي الكثيرة ولن يحصلوا على فرصة أو لم يتم تشويقهم بإكتساب تجربتهم بأنفسهم فقد يفقدوا بعض العوامل المؤثرة لتكوين شخصيتهم ومن الممكن أن يصابوا بالخجل ، الخمول ، ضعف في الإرادة وضعف في العواطف أو العصبية أيضا
ولكن ما هي حدود الحرية ؟
من البديهي لو يترك الطفل يفعل ما يشاء في أي وقت ويكون كل شئ بإختياره فهذا ليس في صالح الطفل ولا من مصلحة العائلة لأن الطفل يتعود على أن تلبى جميع رغباته بدون توجيه سوف يواجهه مخاطر كثيرة وكذلك عائلته وعلاوة على ذلك ينشأ فردا أنانيا لا يهتم بالآخرين ولا يستطيع أن يتكيف وحين البلوغ إذا أراد تصحيح بعض السلوكيات المضرة يكون صعبا عليه .
إن جسم الأطفال خاصة في السنوات قبل المدرسة ينمو سريعا وحالة الفضول شديده عندهم وحركتهم كثيرة لا يستطيعون أن يجلسوا في مكان واحد أو أن ينشغلوا بعمل ما لفترة طويلة كالكبار فهم يريدون بأسرع ما يمكن أن يكتشفوا العالم وما حولهم لذا يجب وفي حدود الامكان بحيث لا يصيبهم الضرر ولا يسببوا أي مشكلة أن يترك لهم الحرية نوعا ما ، ليتحركوا ويكتشفوا بأنفسهم وفضولهم القوي يؤدي إلى تساؤلات لاكتشاف ومعرفة البيئة التي يعيشون فيها وهذا هو الطريق ا لذي يكتسبوا عن طريقة الثقة بالنفس والشعور بالأمان .
بإختصار إن الحرية المطلقة أوكتم الحرية غير مفيد لرشد شخصية الطفل. فالطفل الإنساني سوف يكبر يوما ويعيش في المجتمع ولابد أن يكون قادرا لإيجاد روابط ودية مع الآخرين ومع الأصدقاء و الجيران وأفراد العائلة وشريك حياته أو حياتها ، وأن يتكيف مع الآخرين ويعاملهم بكل محبة وصفاء
إذاً كم هو أفضل لو تعلم ذلك منذ صغره بأن يغض النظر عن بعض رغباته نظرا لمراعاة بعض الضوابط الأخلاقية والقانونية .
بالإمكان إعطاء الحرية للطفل في حدود بحيث لا يسبب الخطر والأذى لنفسه وللاخرين . على الوالدين أن يربوا أطفالهم بطريقة يتعلموا منها بأن أي تصرف له رد فعل وكل شخص مسؤول عن أعماله .وعليهم أيضا ان يمنعوا أطفالهم اذا شوهدوا بأنهم يضرون بالاخرين بغاية الحزم ولكن بكل محبة ويشوقوهم ويرشدوهم إلى الطرق الأخرى التي لا خطر وأذى فيها.
إن الإستسلام المحض لطلبات الطفل خطورته بنفس الدرجة في المنع الشدة التامة . إذاً نراعي إعطاء الحرية النسبية وخاصة بعد سن الثالثة كي يبدأ الطفل بإستقلالية مفيدة ويجب الرد على أسئلته الإستكشافية بأجوبة صحيحة ومناسبة ولا ننسى بأن شخصية الطفل تتشكل عندما يحس بالمقاومة مقابل طلباته الزائدة .