ايوب الرياحي عضو برونزى
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 05/03/2011 العمر : 30 الموقع : www.youssoufia.7olm.org et www.al-maarifa.3olmoum.com.
| موضوع: هل ترك النبي ( صلى الله عليه و آله ) أمر الخلافة إلى الناس أم عيَّن الخليفة و الإمام من بعده ؟ السبت أبريل 02, 2011 1:11 am | |
| [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] هل ترك النبي ( صلى الله عليه و آله ) أمر الخلافة إلى الناس أم عيَّن الخليفة و الإمام من بعده ؟ | الاجابة للشيخ صالح الكرباسي | الإستخلاف ضرورة عقلية : مسألة الإستخلاف مسألة عقلية و فطرية ، و هي من البديهيات ، حيث أن أيَّاً منَّا إذا أراد الغياب ـ و لو لمدة قصيرة ـ عن محل عمله أو متجره فإنه لا يترك مكتبه و لا حقيبته بدون من يخلفه عليها حتى يوصي شخصاً بها ، فكيف يُعقل أن يترك رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) العقيدة و الشريعة الإسلاميتين و كذلك الأمة الإسلامية هملاً و من دون معلم و مرشد يتولى قيادة الأمة و بيان المختلف فيه من أمر الدين و النظام الإسلامي من بعده ، خاصة و أن الدين الإسلامي هو خاتم الأديان و الدين الذي سيبقى إلى يوم القيامة كمرجع إلهي وحيد يلبي حاجات البشرية حتى نهاية العالم !! علماً بأن النبي ( صلى الله عليه و آله ) لم يتسنى له أن يبين دقائق الأمور كلها ، و لم يتمكن من تطبيق تعاليم السماء بكاملها حرفياً على الأمة الإسلامية ، و إلا لما إختلفت الأمة بعده و تفرقت إلى إثنين و سبعين فرقة ، فهل يُعقل أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الشفيق على أمته أهمل مسألة قيادة الأمة إلى هذه الدرجة ، خاصة و أن مسألة القيادة من أهم المسائل و أعظمها خطورة و حساسية ، و يكفي شاهداً على أهمية القيادة ما نشاهده ـ على المستوى الأصغر ـ على الصعيد السياسي من التناحر على السلطة في مجتمعاتنا منذ اليوم الأول و حتى يومنا الحاضر ، كما اليوم في فلسطين و العراق و غيرها من بلاد المسلمين ! فهل يُعقل أن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) الذي أرسله الله عَزَّ و جَلَّ رحمة للعالمين قد غفل عن مثل هذا الأمر العظيم و تنبَّه له الخلفاء الذين جاؤا بعده ؟! شهادة من التاريخ : إن مراجعة سريعة للتاريخ الإسلامي في زمن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) تكشف لنا أن الواقع يشهد بخلاف هذا ، و أنه ( صلى الله عليه و آله ) إهتم بهذا الأمر إهتماماً بالغاً ، و لم يترك المدينة دون أن يستخلف عليها أحداً يتولى أمورها حين غيابه حتى لفترة بسيطة و لو ليوم واحد ، أو لدى إبتعاده عن المدينة و لو لبضعة أميال ، فكيف يترك الأمة ـ و هو يفارقهم إلى الأبد ـ من دون راعٍ و قائد و إمام يرشدهم و يبين لهم ما لا يعرفونه من أمور العقيدة و الشريعة و الحكم و النظام الإسلامي ؟؟!! قائمة باستخلافات النبي ( صلى الله عليه و آله ) : إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثانية : 1 ـ استخلف سعد بن عبادة سيد الخزرج من الأنصار خمس عشرة ليلة مدة غيبته عن المدينة . 2 ـ استخلف في غزوة بواط [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] سعد بن معاذ من سادة الأوس من الأنصار في ربيع الأول . 3 ـ استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوته لطلب كرز بن جابر الفهري ـ و كان أغار على سرح المدينة ـ فبلغ صلى الله عليه و آله سفوان وفاته كرز و السرح [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 4 ـ استخلف أبا سلمة المخزومي في غزوة ذي العشيرة ، حين ذهب في جمادى الأولى أو الثانية يعترض عيرا لقريش ذاهبة إلى الشام ففاتته و كان القتال ببدر في رجوعها من الشام [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 5 ـ استخلف ابن أم مكتوم الضرير في غزوة بدر الكبرى و غاب عن المدينة تسعة عشر يوما [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 6 ـ استخلف أبا لبابة الأنصاري الأوسي في غزوة بني قينقاع [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 7 ـ استخلف أيضا أبا لبابة في غزوة السويق ، و كان خروجه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في طلب أبي سفيان حين اقبل في مائتي راكب ليبر بنذره أن لا يمس الطيب و النساء حتى يثأر لأهل بدر ، و انتهوا إلى عريض ، فبلغهم خروج النبي صلى الله عليه و آله ، فجعلوا يلقون جرب السويق تخففا فسميت غزوة السويق [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]. إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثالثة : 8 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة قرقرة الكدر ، و سار صلى الله عليه و آله و سلم للنصف من المحرم يريد سليم و غطفان ـ قبيلتين من قيس عيلان ـ فانجفلوا ، و غنم من أموالهم ، و رجع و لم يلق كيدا [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 9 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة بفران و غاب عن المدينة عشرة أيام من جمادى الآخرة ، فتفرقوا و لم يلق كيدا [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 10 ـ استخلف عثمان بن عفان في غزوة ذي أمر بنجد ، سار صلى الله عليه و آله يريد غطفان ، فانجفلوا من بين يديه و لم يلق كيدا ، و غاب فيها عن المدينة عشرة أيام . 11 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة أحد ، و قاتل المشركين في سفح جبل أحد ـ على بعد ميل من المدينة ـ غاب فيها عن المدينة يوما واحدا . 12 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة حمراء الأسد - على بعد عشرة أميال من المدينة ـ سار في طلب أبي سفيان حين بلغه أنه يريد الكر على المدينة ، ففاته أبو سفيان و من معه فأقام فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد إلى المدينة . إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الرابعة : 13 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة بني النضير بناحية الغرس حصرهم خمسة عشر يوما ، ثم أجلاهم عنها [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 14 ـ استخلف عبد الله بن رواحة الأنصاري في غزوة بدر الثالثة ستة عشر يوما ، و أقام فيها ثمانية أيام لموعد أبي سفيان إياهم في أحد أنه سيقاتلهم العام القادم في بدر ، و خرج أبو سفيان من مكة إلى عسفان ، ثم عاد منها إلى مكة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الخامسة : 15 ـ استخلف في غزوة ذات الرقاع عثمان بن عفان خمس عشرة ليلة و خرج لعشر خلون من المحرم ، فأجفلت العرب من بين يديه و لحقوا برؤوس الجبال و بطون الأودية [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 16 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة دومة الجندل حين سار إلى أكيدر بن عبد الملك النصراني ـ و كان يعترض سفر المدينة و تجارتهم ـ فهرب و تفرق أهلها ، فلم يجد بها أحدا ، فأقام أيام و عاد إلى المدينة و هي أول غزواته إلى الروم [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 17 ـ استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوة بني المصطلق على ماء المريسيع : ثمانية عشر يوما خرج فيها لليلتين خلتا من شعبان [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 18 ـ استخلف في غزوة الخندق ابن أم مكتوم ، و هو يقاتل الأحزاب دون الخندق من داخل المدينة في شهر شوال أو ذي القعدة . 19 ـ استخلف أبا رهم الغفاري في غزوة بني قريضة ، و هم على بعض يوم من المدينة ، حصرهم خمسة عشر يوما أو أكثر ، بدأهم بسبع بقين من ذي القعدة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة السادسة : 20 ـ استخلف في غزوة بني لحيان من هذيل ، بالقرب من عسفان ، ابن أم مكتوم ، أربع عشرة ليلة و رجع و لم يلق كيدا [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 21 ـ استخلف ابن أم مكتوم ، خمس ليال في غزوة ذي قرد ، على ليلتين من المدينة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 22 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة الحديبية [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة السابعة : 23 ـ استخلف سباع بن عرفطة في غزوة خيبر ، و هي على بعد ثمانية برد من المدينة ، و بعد فتح قلاعها عنوة و صلحا سار إلى وادي القرى فحصرهم أياما حتى افتتحها عنوة ثم صالح أهل تيماء و هي على ثمانية مراحل من الشام ، و وادي القرى بينها و بين المدينة [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . 24 ـ و استخلف أيضا سباع بن عرفطة في عمرة القضاء [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثامنة : 25 ـ استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري في غزوة مكة . 26 ـ سار بعد غزوة مكة إلى هوازن لغزو حنين ، و حنين واد إلى جانب ذي المجاز يبعد ثلاث ليال عن مكة ، و بقي ـ أيضا ـ أبو رهم كذلك واليا على المدينة في هذه الغزوة . 27 ـ و استخلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ـ على بعد تسعين فرسخا من المدينة ـ . و هي آخر غزواته ، و كانت غزواته ثماني و عشرين غزوة إن اعتبرنا خيبر و وادي القرى غزوتين ، و إلا فهي سبع و عشرون غزوة . رجعنا في ذكر أسماء من استخلفهم رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) على المدينة في غيابه عنها إلى التنبيه و الإشراف للمسعودي في ذكره التأريخ من السنة الثانية إلى السنة الثامنة من الهجرة ، و قد يختلف في ذكر أسماء من ولاه رسول الله صلى الله عليه و آله على المدينة مع غيره أحيانا ، أما ما ذكره في استخلاف الإمام علي على المدينة في غزوة تبوك فقد قال ذلك أيضا إمام الحنابلة في مسنده فيما رواه عن سعد بن أبي وقاص ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليها عليا رضي الله عنه على المدينة ، فقال علي : يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا و أنا معك ، فقال : " أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و يؤيد ذلك أيضا ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق باب غزوة تبوك حيث روى عن سعد بن أبي وقاص أيضا انه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى تبوك و استخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان و النساء ؟! قال : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه ليس نبي بعدي " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و ما رواه مسلم أيضا في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص انه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع الصبيان و النساء ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . هكذا لم يغب الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في غزواته عن المدينة أياما معدودات دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه مدة غيابه عن المدينة ، بل انه لم يغب يوما عن المدينة أو بعض يوم دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه ، كما كان الشأن في غزوة احد ، و كان جبل احد على بعد ميل من المدينة ، فانه صلى الله عليه و آله قد عين خليفته عليهم مدة غيابه عنهم ، بل و في غزوة الخندق أيضا حيث كان يقاتل في المدينة و استقر دون الخندق ، عين لأهل المدينة المرجع لانشغاله عنهم في الحرب ، إذا كان هذا دأب الرسول صلى الله عليه و آله في غيابه عن المدينة بعض يوم ، و كذلك في حال انشغاله عنهم بالحرب داخل المدينة ، فماذا فعل لامته من بعده و هو يتركهم ابد الدهر [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ؟ فهل ترى بعد كل هذه الشواهد و النصوص التاريخية و الحديثية القويمة أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قد ترك أمته هملا ، و لم يعين لهم المرجع من بعده ؟! أم ماذا ؟! فتدبر جيداً . هذا و أن ما ذكرناه ليس إلا جزءً بسيطاً من الأدلة و الشواهد و النصوص المثبتة لأمر الولاية و الإمامة و الخلافة بعد الرسول الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) . و نحن نؤكد وفقاً للنصوص التي لا تقبل الشك و لا تدع مجالاً للشبهة بأن النبي ( صلى الله عليه و آله ) لم يترك أمر الخلافة إلى الناس بل عيَّن الوصي و الخليفة و الإمام من بعده في مواضع و مناسبات عديدة ، فراجع إجاباتنا المفصلة حول حديث الغدير و آية الولاية ، و الامامة و غيرها .
|
| |
|