الانسان جسد و روح، و يحتاج كلاهما إلى التغذية لكي يستمر، وغذاء الجسد معروف ويتمثل في مختلف الأطعمة التي يتناولها الإنسان ، أما غذاء الروح فقلما يعتني به الناس لأنهم لا يلمسونه ولا يعبئون بالمخاطر التي تنتج عن إهماله ، فالروح محتاجة في غذائها إلى العبادة وإلى أداء الواجبات الدينية والارتباط بالخالق . وقد ثبت في مجموعة من الدراسات أن المواظبة على حضور الطقوس الدينية والتواصل مع الآخرين تساعد على تحسين الصحة النفسية و البدنية.
۞مفهوم الصحة النفسية
الصحة النفسية لا تعني خلو الجسم من الأمراض بل الصحة النفسية هي توافق احوال النفس الثلاث وهي حالة الأبوة وحالة الطفولة وحالة الرشد على اعتبار أن الشخص السليم نفسيا يعيش بهذه الحالات في تناغم وانسجام و يحدث المرض النفسي عند اختلال هذه الأحوال وطغيان إحداها على الأخرى .وهي كذلك القدرة على الحب والعمل (أي حب الفرد لنفسه وللآخرين على أن يعمل عملا بناء يستمد منه البقاء لنفسه وللآخرين ).
مظاهر الصحة النفسية
*الأمان و الاطمئنان
*تقدير الذات
*الاستفادة من الخبرة
*وجود رغبات في الحياة
*وجود رغبات و السيطرة عليها
*الاتزان الانفعالي
*تحقيق طلبات الجماعة ورفضها إد كانت غير مناسبة
مراتب الصحة النفسية
السلامة النفسية: حيث النفس اللوامة منطلقة من الإيمان بالخالق بعدله وبحكمته. وهي مرتبة تدرك بالعمل الصالح وبمجاهدة النفس وحثها على ترك نوازع الشر فيها.
الكمال النفسي:حيث النفس المطمئنة الراضية التي صار الخير و الاستقامة طبعا لها، وهو مقام السعادة الكاملة كما أدركها الأنبياء و الأولياء و الصالحون.
المرض النفسي:هي حالة انعدام التوازن تصيب النفس فتضعف إرادتها و تفسد *
استقامتها و تفقدها الإدراك السليم.
* أنواع المرض النفسي
الأمراض النفسية العقلية: وهي أمراض من أعراضها الاكتئاب والوسواس القهري،ناشئة من فقدان المفهوم الحقيقي للحياة و الموت والإحساس بالرمان العاطفي و المادي.
الوسواس القهري:
هو نوع من التفكير الخاطئ الذي يلازم المريض دائما و يحتل جزءا من الوعي و الشعور
مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير مثل تكرار ترديد جمل نابية أو كلمات كفر فى ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب.
:الاكتئاب
الاكتئاب كمرض وجداني يختلف تماماً عن حالات الضيق الناس منالتي يعانى منها كل
وقت لآخر . إن الإحساس الوقتي بالحزن هو جزء طبيعي من الحياة،أما مرض الاكتئاب فهو حزن لايتناسب مطلقا مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض
القلق والخوف المرضيان:
وهو مرض يشعر بالخوف من المجهول الناشئ من فقدان الإحساس بالمساندة في غياب الثقة بالله وحسن التوكل عليه
الإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي وذو فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان بتحديات جديدة. فحين يواجه الإنسان بمواقف معينة مثل المقابلة الأولى للخطوبة أو الزواج، أو المقابلة الشخصية الهامة للحصول على عمل، أو يوم الامتحان، فانه من الطبيعي أن يحس الإنسان بمشاعر عدم الارتياح والتوجس، وأن تعرق راحتا يداه، ويحس بآلام في فم المعدة. وتخدم ردود الفعل هذه هدفًا هامًا حيث أنها تنبهنا للاستعداد لمعالجة الموقف المتوقع.
ولكن أعراض القلق المرضي تختلف اختلافًا كبيرًا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين. فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الاعتبار فإنها ليست طبيعية أو مفيدة.
وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس، كذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب و الإحساس بالتنميل والشد العضلي
الاكتئاب كمرض وجدانى يختلف تماماً عن حالات الضيقالتى يعانى منها كل الناس من وقت لآخر … إن الإحساس الوقتى بالحزن هو جزء طبيعىمن الحياة…أما مرض الاكتئاب فإن الإحساس بالحزن لا يتناسب مطلقاً مع أى مؤثرالمريض.خارجي يتعرض له المريض
الأمراض النابعة من التطرف في حب الذات: وهي أمراض من أعراضيها الكبر والغرور و الأنانية التي تولد فقدان السيطرة على النفس والخضوع التام لأهوائها ونزواتها.
التوحـــدأو الذاتويةهوإعاقة متعلقة بالنمو… وعادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذاالاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبةالإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1 ، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عواملعرقية، أو اجتماعية ، حيث لم يثبت أن لعرق الشخص أو للطبقة الاجتماعية أو الحالةالتعليمية أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد
مظاهر المرض النفسي:
1 . ـ أنه يشعر بالحزن ولا يستطيع تحمل ذلك الحزن و يسيطر عليه طول الوقت
2 . يسيطر عليه التشاؤم ويشعر أن المستقبل لا يبشر بأي أمل أو بخير أو تحسن الأمور .
3 . عزيمته ضعيفة جدا وتؤدي المواقف التي يتعرض لها على تثبيط تلك العزيمة .
4 . يشعر بأنه فاشل جداً في اتخاذ الأدوار الحياتية وإدارة الأعمال كمدير أو رئيس عائلة أو أم تدير أحوال العائلة.
5 . لا يجد الكئيب في حياته الماضية أو الحاضرة ما يشير إلى النجاح وإنما ينظر إلى أن الفشل يرافقه أينما ذهب .كما يجد نفسه بأنه أكثر الناس فشلا في حياته .
6 . يشعر بخيبة الأمل تلازمه.
7 . لا يشعر بالقناعة حتى لو امتلك كل شيء، ولا يتمتع بما عنده.
8 . يشعر بالذنب لسلوك قام به وإن كان لم يستحق ذلك الشعور.
9 . يشعر بأنه لا قيمة له في المجتمع الذي يتعامل معه.
10 . يتميز بجمود العواطف الإيجابية وتسيطر عليه الكراهية والاشمئزاز من الآخرين ومن نفسه أيضا ولهذا يقدم على الانتحار ويخطط له وكلما واجه مشكلة حتى لو كانت بسيطة يهولها وعندها يفكر بالانتحار.
النظافة:
لقد جعل الإسلام النظافة أساس العبادة ومفتاحا لها، وجعل طهارة الجسم التامة أساسا لابد منه لكل صلاة، وجعل الصلاة واجبة خمس مرات كل يوم، وكلف المسلم بأن يتوضأ قبل الصلاة، وإذا أصابته جنابة فليغتسل فرضا غسلا كاملا لصلاة الجمعة وصلاة العيدين والاغتسال للحج والعمرة كله سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ففي الوضوء قال الله سبحانه وتعالى:
))يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأيديكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنباً فاطهروا) (وروى عن أبى مالك الأشعري رضي الله عنه قاله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد تملأن ما بين السماء والأرض…. والصدقة برهان والصبر ضياء…. والقرآن حجة لك أو عليك… )
ويحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا على الوضوء لأنه طريق الصلاة المفروضة والمسنونة حتى نقف بين يدي الله تعالى طاهرين.
وعن أبي أمامه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
."إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفوراً له"
والإسلام وهو يحث على ذلك يطلب من أبنائه أن يكونوا دائماً على هذا الحال من الطهارة حتى عندما يريدون أن يأووا إلى مضاجعهم ليستريحوا من تعب العمل طوال النهار.
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِكَ الأيْمَنِ وَقُلِ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إِلَيْكَ، وَألجأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةَ وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا ملجأ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِليْكَ، آمَنْتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذي أَرْسَلْتَ. فإنْ مِتَّ على الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ" .
وقد بين عليه السلام أن أمته تعرف من بين الأمم على كثرتها بهذا النوع من النظافة وهذا الأثر من الطهارة فيقول صلى الله عليه وسلم:
(إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء - فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل).
وأرشدنا إلى أن الوضوء فوق أنه طهارة ونظافة وتكفير للذنوب ومحو للخطايا فهو أرفع للدرجات."
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات. قالوا بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط.. فذلك الرباط.. فذلكم الرباط )
وقد حث الإسلام على النظافة من بقايا الأكل فبعد أن ندب إلى الوضوء أمرنا بان يتخلص الإنسان من بقايا طعامه وروائحه وأثاره وهذا أتقى للمرء وأطيب.
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده ).
والوضوء بفتح الواو بمعنى غسل اليدين قبل الطعام…. أما الوضوء بضم الواو فمعناه التطهير والاغتسال للصلاة من غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين.
وإذا علمنا أن ما يصيب الإنسان من بعض الأمراض يكون سببه عدم العناية بالفم وعدم المحافظة على الأسنان بترك بقايا الطعام بينها. أدركنا سر توجيه الرسول لأمته بأن يحرصوا على السواك ويلازموا استخدامه…. على نحو ما سنذكر فيما بعد.
قال صلى الله عليه وسلم : (تسوكوا. فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب. مَا جاءني جبريل إِلاَّ أوصاني بالسواك. حَتَّى لقد خشيت أَن يفرض عَلِيّ وعلى أمتي. ولولا أني أخاف أَن أشق عَلَى أمتي لفرضته لهم، وإني لأستاك حَتَّى لقد خشيت أَن أحفي مقادم فمي).
ومن احترام الإسلام للفرد والمجتمع أنه كره لمن أكل ثوماً أو بصلاً وكل ما له رائحة نفاذه غير طيبه أن يفد المسجد. فقد قال عليه الصلاة والسلام.
( من أكل ثوما أو بصلا فليعتزل مسجدنا )ذلك حتى لا يؤذى المسلمين برائحته الكريهة.
ويوصى الإسلام بأن يكون المرء نظيفا في ملبسه وطاهرا في ثوبه. وقد ألحق هذا الخلق بآداب الصلاة. قال الله سبحانه وتعالى:
()يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) (الأعراف (31)
ويوصى الإسلام بأن يكون المرء أنيقا… فالأناقة فينظر الإسلام مرغوبة، والتحمل في غير إسراف - محمود، والثوب الطيب دليل طيب للابس فإنه مما أوصى الله به إلى رسوله الكريم الحث على التكبير بتطهير الثوب.
))يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر) ( (المدثر 1-4) وروى عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا أشعث الرأس فقال (أما يجد هذا ما يسكن به شعره )ورأى آخر عليه ثياب وسخة فقال (أما يجد هذا ما يغسل به ثوبه ).
ومن يفهم الدين على أنه يرضى على فوضى الملابس ويعد ذلك ضربا. من العبادة والزهد، يحرف الدين عن مواضعه ويلبس الحق بالباطل ويفتري على تعاليمه. والمسلم الذي يضم إلى نظافة باطن نظافة جسده وجمال ملبسه فأهم أهداف الإسلام مطبق تعاليمه متخلق بأخلاقه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من كبر، فقال رجل: إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً، فقال: إن اللّه يحب الجمال، ولكن الكِبْر مِنْ بَطَرَ الحق، وغَمَص الناس).
وفي رواية أخرى (يَا رَسُولَ الله إنّي رَجُلٌ حُبّبَ إلَيّ الْجَمَالُ وَأُعْطِيتُ مِنْهُ مَا تَرَاهُ حَتّى ما أحِبّ أنْ يَفُوقَنِي أحَدٌ ـ إمّا قالَ ـ بِشِرَاكٍ نعْلِي ـ وَإِمّا قالَ ـ بِشِسْعِ نَعْلِي أفَمِنَ الْكِبْرِ ذَلِكَ؟ قالَ لاَ وَلَكِنّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقّ وَغَمِطَ النّاسَ).
وقد امتد هذا التجميل من أشخاص المسلمين إلى بيوتهم وطرقاتهم.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن الله تعالى طيب يحب الطيب. نظيف يحب النظافة.كريم يحب الكرم. جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تتشبهوا باليهود )
والإسلام وهو يأمر بذلك يقصد إلى تخلية البيوت والشوارع من القمامات التي تنبعث منها رائحة غير طيبة وتكون مصدرا للعامل وانتشار الأمراض والعدوى.
فلنحافظ على نظافتنا ولنحافظ على صحتنا ولنحافظ على حياتنا من الوهن والضعف.
من هدى الإسلام في المحافظة على الفم والأسنان:
يحرص الإسلام على صحة الإنسان وسلامته من الأمراض، لان الجسم السليم هو مناط القيام بالكثير من التكاليف الشرعية كالصوم والحج والجهاد وغيرها من التشريعات.
وتستطيع أن نلتمس ذلك من خلال التوجيهات النبوية التي تتضمن وقاية من اتبعها من العديد من الأمراض والأسقام. ومن ضمن هذه التوجيهات تلك، سنتحدث عنها في موضوعنا هذا والخاصة بنظافة الفم والأسنان وأهميته ذلك بالنسبة للإنسان المسلم. فالمحافظة على الأسنان هي من أهم علامات المحافظة على الصحة وخاصة صحة الجهاز الهضمي فالأسنان القوية السليمة بمضغ الطعام وطحنه ومزجه باللعاب يساعد على سهولة هضم قدر كبير من المواد النشوية بما في اللعاب من أنزيمات هاضمة.
وكم رأينا مرضى بمشاكل سوء الهضم، وإذا نظرت إلى أفواههم وجدتها خاليه من الأسنان وهذا هو السبب في عسر الهضم.
لذلك كانت المحافظة على الأسنان من أهم العوامل المساعدة للمحافظة على صحة الجهاز الهضمي.
وقد أرشدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى غسل الفم عند:
- القيام من النوم.
- عند كل وضوء
- قبل الأكل وبعده.
وذلك لأن الفم عرضة لمجموعة كبيرة من الجراثيم، أكثر ما يناوله الإنسان من طعام وشراب ويشمه من هواء. كل ذلك مفعم بكثير من الجراثيم.
والأسنان بلونها وانتظام رتلها من أهم أسباب الجمال في الفم وهي كذلك بمكانتها وسلامتها تحفظ للفكين وضعها الطبيعي فيتم بذلك جمال الوجه كله.
وهو بتمامها وصحتها تجعل النطق سليما واللفظ مفهوما. فعلى سلامة هذه الدرر يتوقف حسن الهضم، وبصحتها يتم جمال الوجه ويستقيم اللفظ.
لذلك كان لابد من الاهتمام بالفم والأسنان بالغسل والمضمضة… ولعل أعظم طريقة لنظافة الفم والمحافظة على سلامة ومكانة الأسنان هي استخدام السواك.
الســــواك:
لقد قدم العلم في عصرنا هذا معاجين الأسنان فأضاف إليها من المواد مثل ( الفلورين ) وغيرها من مواد محافظة على الأسنان. ولكن لم يف بالقدر اللازم للمحافظة على صحة الأسنان بل كان استعماله فيه بعض الأضرار التي قد تؤذى الجهاز الهضمي.
فقد اهتم بأنه يكون سبباً لسوء الامتصاص عن بعض مرضى سوء الامتصاص بسبب بلع هذا المعجون وتأثيره على خمائل الأمعاء الماصة للطعام.
وكان من الواجب إزالة المعجون وأثاره من الفم تماماً حتى لا يحدث أي ضرر بالجهاز الهضمي.. ورغم استعمال المعجون وبرغم ما أضيف إليه من مواد حديثه حافظة للأسنان ما زالت الأسنان تصاب بالتسويس.
ولو عدنا إلى السواك لوجدنا أن فيه خيراً وبركة فيمكننا إزالة أي فضلات طعام متبقية بين الأسنان…. وإزالة هذه الفضلات يمنع تحللها ويطيب الفم.
كما أن السواك - من عود الأراك - يحتوي على مادة حافظة للأسنان واقية لها تفوق مكونات معجون الأسنان الصحي الحديث بكل ما أدخلت عليه من مواد حافظة.
والسواك:بسين مكسورة يطلق على الفعل وعلى الآلة التي يستعملها المتطهر، ويذكر ويجمع على سوك ككتاب وكتب.
وأحاديث السواك شهيرة وفضائله معلومة وإثارة الحسنة ملموسة، كيف لا وهو من سنن المرسلين ومن خصال الفطرة، وقد ورد فيه الأحاديث ما يربو على مائة حديث.
قال أهل العلم:
" وأعجبنا لسنة تأتى فيها هذه الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس بل كثير من الفقهاء فهذه خيبة عظيمة ". سبل السلام 1/41.
قال ابن دقيق العيد:
" السر فيه - أي السواك - عن الصلاة أننا مأمورون في كل حال من الأحوال التي تقترب فيها إلى الله تعالى أن نكون في حالة كمال ونظافة، وإظهار لشرف العبادة."
وقد قيل إن ذلك الأمر يتعلق بالملك، وهو أنه يضع فاه على فم القارئ، ويتأذى بالرائحة الكريهة، فسن السواك لأجل ذلك ( سبل السلام).
وقد أنكر صلوات الله وسلامه عليه على من أهمل نظافة الأسنان فقال لبعض أصحابه حين رأى صفرة أسنانهم ( ما لي أراكم تأتون قلحاً استاكوا ) أخرج أحمد (452) والطبراني في الكبير ( 2/54).
والقلح بضم القاف وسكون اللام جمع أقلح نو القلح بالفتحتين هو صفرة تعلوا الأسنان ووسخ ركبها.
وفوائد السواك جمة أفاض في ذكرها الأقدمون والمعاصرون قال ابن القيم: " وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة ويقطع البلغم، ويجلوا الصوت ويعين بالحفر ( بفتح فسكون أو فتحتين - داء يفسد الأسنان ) ويصح المعدة، ويصفي الصوت ويعين على هضم الطعام ويسهل مجارى الكلام، وينشط القراءة والذكر والصلاة ويطرد النوم ويرضى الرب ويعجب الملائكة ويكثر الحسنات " . من كتاب الطب النبوي لابن القيم. (298).
" والذي يلحظ أمراض الفم واللثة من إهمال تطهيرهما يدرك سر مبالغة الإسلام في ذلك الأسنان بالمواد المحافظة لرونقها وسلامتها دلكا يزيل ما يعلوها وكذلك ما يختفي حولها " وعناية الدين بتطهير الفم وتجليه الأسنان وتنقية ما بينهما لا نظير لها في وصايا الصحة القديم والحديثة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يدردني " أي تسقط أسناني من شدة التدليك / رواه البزار في المسند.
لذلك فالسواك مستحب في جميع الحالات والأوقات، ولكنه في خمسة أوقات أشد استحبابا لقيام الأدلة على ذلك:
- عند الصلاة.
- عند الوضوء
- عند قراءة القرآن.
- عند الاستيقاظ من النوم.
- عند تغير الفم.
قال الشوكانى:
" وللفقهاء في السواك آداب وهيئات للفطن الاعتزاز بشيء منها إلا أن يكون موافقا لما ورد عن الشارع. ولقد كرهوه في أوقات وعلى حالات حتى كاد يفضي إلى ترك هذه السنة الجليلة، وهما أمر من أمور الشريعة ظهر ظهور النهار " نيل الأطار 1/1227.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " سنن النسائي جص10 / ط مصطفي محمد.
وفي صحيح مسلم:
( أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك )وفي السنن عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصى يستاك هو صائم. وهنا نرى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )اللؤلؤ والمرجان فيما أتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي.
أي السواك خمس مرات يوميا وفي ذلك صلاح وبركة. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أمته ما يستحب لهم في الصيام وما يكره منه ولم يجعل لسواك من القسم المكروه وقد حضهم عليه بأبلغ الألفاظ وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مراراً ويعلم أنهم يقتدون به هكذا يثبت ديننا أنه دين الطهارة والنظافة الروحية والجسدية
آداب الطعام و الشراب
يستحب في الطعام أمور :
منها : غسل اليدين معا قبل الطعام وبعده ، مائعاً كان الطعام أو جامداً ،وإذا كانت جماعة على المائدة يبدأ في الغسل قبل الطعام بصاحب الطعام ثم بمن علىيمينه ويدور إلى أن يتم الدور على من في يساره . ويبدأ بالغسل بعد الطعام بمن علىيسار صاحب الطعام ثم يدور إلى أن يختم بصاحب الطعام .
و منها : المسح بالمنديل بعد الغسل الثاني ، وترك المسح به بعد الغسلالاول .
و منها : أن يسمي عند الشروع في الأكل ، بل على كل لون على انفراده عندالشروع في الأكل منه .
و منها : أن يحمد الله تعالى بعد الفراغ .
و منها : الأكل باليمين .
و منها : أن يبدأ صاحب الطعام ، وأن يكون آخر من يمتنع .
و منها : أن يأكل بثلاث أصابع أو أكثر ولا يأكل بإصبعين ، وقد ورد أنه منفعل الجبارين .
و منها : أن يأكل مما يليه إذا كان مع جماعة على مائدة ، ولا يتناول منقدام الآخرين .
و منها : تصغير اللقمة .
و منها : تجويد المضغ .
و منها : طول الجلوس على الموائد وطول الأكل .
و منها : لعق الأصابع ومصها وكذا ، لطع القصعة ولحسها بعد الفراغ .
و منها : الخلال بعد الطعام وأن لا يكون بعود الريحان وقضيب الرمانوالخوص والقصب .
و منها : التقاط ما يسقط من الخوان خارج السفرة والطبق وأكله ، فإنه شفءمن كل داء إذا قصد به الاستشفاء ، وينفي الفقر ويكثر الولد . هذا في غير الصحراءونحوها ، وأما فيها فيستحب أن يترك للطير والسبع ، بل ورد أن ما كان في الصحراءفدعه ولو فخذ شاة .
و منها : الأكل غداء ( غدوة ) وعشياُ وعدم الأكل بينهما .
و منها : الافتتاح بالملح والاختتام به ، فقد ورد أن فيه المعافاة عناثنين وسبعين من البلاء . وفي خبر آخر : ابدأوا بالملح في أول طعامكم ، فلو يعلمالناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب .
و منها : غسل الثمار بالماء قبل أكلها ، ففي الخبر : إن لكل ثمرة سمافإذا أتيتم بها اغمسوها في الماء ، يعني اغسلوها .
و منها : أن يستلقي بعد الأكل على قفاه ويجعل رجله اليمنى على اليسرى .
ويكره فيه أمور :
فمنها : الأكل على الشبع .
و منها : التملي من الطعام ، ففي الخبر : ما من شي أبغض إلى الله من بطنمملوء . وفي خبر آخر : أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا خف بطنه ، وأبغض ما يكونالعبد إلى الله إذا امتلأ بطنه . وفي خبر آخر : لو أن الناس قصدوا في المطعملاستقامت أبدانهم . بل ينبغي الاقتصار على ما دون الشبع ، ففي الخبر : إن البطن إذاشبع طغى . وفي خبر آخر عن مولانا الصادق عليه السلام : إن عيسى بن مريم قام خطيبافقال : يا بني إسرائيل لا تأكلوا حتى تجوعوا ، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا ، فإنكمإذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم ، ونسيتم ربكم .
و منها : النظر في وجوه الناس عند الأكل على المائدة .
و منها : أكل الحار .
و منها : النفخ على الطعام والشراب .
و منها : انتظار غير الخبز إذا وضع الخبز .
و منها : قطع الخبز بالسكين .
و منها : أن يوضع الخبز تحت إناء ويوضع الإناء عليه .
و منها : المبالغة في أكل اللحم الذي على العظم .
و منها : تقشير الثمرة .
و منها : رمي بقية الثمرة قبل الاستقصاء في أكلها .
( مسألة 848 ) يستحب في الشرب أمور :
فمنها : أن يشرب الماء مصاً لا عباً ، فإنه كما في الخبر : يوجد منهالكباد ، يعني وجع الكبد .
و منها : أن يشرب قائماً بالنهار ، فإنه أقوى وأصح للبدن و يمري الطعام .
و منها : أن يسمي عند الشروع و يحمد الله بعد الفراغ .
و منها : أن يشرب بثلاثة أنفاس .
و منها : التلذذ بالماء ، ففي الخبر : من تلذذ بالماء في الدنيا لذذهالله من أشربة الجنة .
و منها : أن يذكر الحسين عليه السلام وأهل بيته ويلعن قاتله بعد شربالماء ، فعن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ استسقى الماء ،فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي : يا داود لعن اللهقاتل الحسين ، فما أنغص ذكر الحسين عليه السلام للعيش ، إني ما شربت ماء باردا إلاذكرت الحسين عليه السلام ، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السلام وأهل بيتهولعن قاتله إلا كتب الله عز و جل له مائة ألف حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة ورفع لهمائة ألف درجة ، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة ، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد
و يكره أمور :
منها : الإكثار من شرب الماء ، فإنه كما في الخبر : مادة لكل داء . وكانمولانا الصادق عليه السلام يوصي رجلا فقال له : أقل شرب الماء فإنه يمد كل داء ،واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء . وعنه عليه السلام : لو أن الناس أقلوا من شربالماء لاستقامت أبدانهم .
و منها : شرب الماء بعد أكل الطعام الدسم ، فإنه كما في الخبر : يهيجالداء ، وعن الصادق عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أكلالدسم أقل شرب الماء ، فقيل له : يا رسول الله إنك لتقل شرب الماء ؟ قال : هو أمرألطعامي .
و منها : الشرب باليسار .
و منها : الشرب من قيام في الليل ، فإنه كما في الخبر يورث الماء الأصفر .
و منها : أن يشرب من عند كسر الكوز إن كان فيه كسر ، ومن عند عروته .
( مسألة 850 ) يستحب استحبابا مؤكدا سقى المؤمن وإطعامه ودعوته إلىالطعام ، فعن أبي جعفر عليه السلام : من سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيقالمختوم . وعن أبي عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سقى مؤمناشربة من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه بكل شربة سبعين ألف حسنة ، وإن سقاه منحيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل . وفي الأمالي بإسنادهعن الصادق عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أطعممؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن كساه من عري كساه الله من إستبرقوحرير ، ومن سقاه شربة من عطش سقاه الله من الرحيق المختوم ، ومن أعانه أو كشفكربته أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله . وفي المحاسن قال : سأل رجل أباجعفر عليه السلام عن عمل يعدل عتق رقبة ؟ فقال : لان أدعو ثلاثة نفر من المسلمينفأطعمهم حتى يشبعوا وأسقيهم حتى يرووا ، أحب إلي من أن أعتق نسمة ونسمة حتى عد سبعاأو أكثر .
الإعجاز الطبي :
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً ، و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام . كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين.
و يرى الدكتور إبراهيم الراوي ** أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً.
و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب ، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح .
و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف ( القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة ، و إن هذه الانعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibation لتوجيه ضربتها القاضية للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء .كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعمية و جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة . كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه .
اثبتت أبحاث أجريت في افريقيا أن الختان بين الرجال يقلل من خطر اصابتهم بفيروس الـ HIV بنسبة 50في المئة.
وكانت نتائج الأبحاث من الاقناع بحيث أوقفت معاهد الصحة الأمريكية التجارب في الحال.
وتؤكد هذه النتائج نتائج سابقة لتجارب أجريت في جنوب افريقيا.
ويقول الخبراء ان النتائج مثيرة ولكنها لا تستدعي صرف النظر عن وسائل الوقاية الأخرى كاستخدام الواقي الذكري.
وكان من المقرر أن تنتهي التجربتان اللتان تجريان في أوغندا وكينيا بحلول شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول من عام 2007 ولكن تقرر إيقافها بعد مراجعة البيانات.
الإعجاز الطبي:
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً ، و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام . كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين.
و يرى الدكتور إبراهيم الراوي ** أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً.
و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب ، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح .
و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف ( القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة ، و إن هذه الانعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibation لتوجيه ضربتها القاضية للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء .كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعمية و جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة . كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه .
اثبتت أبحاث أجريت في افريقيا أن الختان بين الرجال يقلل من خطر اصابتهم بفيروس الـ HIV بنسبة 50في المئة.
وكانت نتائج الأبحاث من الاقناع بحيث أوقفت معاهد الصحة الأمريكية التجارب في الحال.
وتؤكد هذه النتائج نتائج سابقة لتجارب أجريت في جنوب افريقيا.
ويقول الخبراء ان النتائج مثيرة ولكنها لا تستدعي صرف النظر عن وسا