ايوب الرياحي عضو برونزى
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 05/03/2011 العمر : 30 الموقع : www.youssoufia.7olm.org et www.al-maarifa.3olmoum.com.
| موضوع: مفهوم الامامة عند الشيعة و أهل السنة السبت أبريل 02, 2011 1:04 am | |
| مفهوم الامامة عند الشيعة و أهل السنة | الكاتب : الكاتب الصحافي المغربي الاستاذ السيد ادريس الحسيني مفهوم الإمامة سأنطلق هنا من نقطة لدي فيها وجهة نظر تاريخية ، هي إن نظرية الإمامة و الخلافة ، تبلورت بشكل أكثر دقة عند الشيعة منه عند السنة . و السبب في ذلك راجع إلى ، أن مواقف الخلفاء تناقضت في ممارسة ( الإمامة ) و تعاطت ، بأشكال مختلفة و متناقضة ، مع مسألة الخلافة . فالمفهوم الشوري الذي يتسع في المنظور السني إلى مسألة الخلافة ، لم لكن ثابتا سواء في فكر السنة أو ممارساتهم . ففي النص السني ، تتوزع مسألة الخلافة بين البعد الشوري و البعد التنصيبي ، بالقياس على نص ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) و كانت هذه الأخيرة هي شعار ( السقيفة )! . بينما ظلت المسألة ثابتة في الفكر الشيعي منذ البداية فهي الخلافة بواسطة ( النص ) و في حدود ـ بني هاشم . و كان لهذا الثبات المفهومي ، الفضل في انتصارات الشيعة ، الكلامية ، على خصومهم ، مستفيدين من الشرخ الحاصل لدى العامة في نظرية الإمامة ، و التنوع و التناقض الذي حكم قضية الخلافة في الفكر السني . لقد تبلورت المواقف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله بشكل سريع . بحيث لم تبق فرصة للهاشميين في إبداء رأيهم . استغل أصحاب الرأي ، غباء العامة في السقيفة ـ أي الرعاع ، و أرهبوا ـ الخاصة مثل سعد بن عبادة ، و عمار و . . و الهاشميين ـ هذا يعني أن الأمر كان معدا سلفا و مسبقا . و الهاشميين كانت لديهم منذ البداية نصوص قاطعة . و السقيفة ، مؤتمر قائم أساسا على مخالفة النص . لأنه لو أطيع أمر الرسول صلى الله عليه و آله في تجهيز جيش أسامة ، لما كانت لهم فرصة في إقامة مثل هذه المؤتمرات . و عندما يقول الرسول ( لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ) يترتب عليه ، أن اللعنة على ما قام على لعنة ( التخلف عن جيش أسامة ) . بمعنى أن السقيفة قائمة على ( اللعنة ) . و إذا أردنا أن نخضعها لأسلوب الأحكام . فإن كلمة الرسول صلى الله عليه و آله تثبت أن الأمر واجب ، و أن التخلف عنه حرام . و ما دامت السقيفة قائمة على حرمة التخلف عن جيش أسامة ، ترتب عليه حرمة السقيفة ، و ذلك من باب أن المبنى على الحرام حرام ! قلت إن الإمامة عند أهل السنة ، خاضعة للمزاج و الرأي ، ولم تكن لهم فيها نظرية و حتى ( قاعدة ) الشورى التي تحدثوا عنها لم تكن ( مؤسسة ) يومها . بل كل ما في الأمر ، وضعها اللاحقون . أما المسألة في واقعها التاريخي ، كانت تتأرجح بين أشكال من ( التنصيب ) و نحن هنا سنعرض وجهة نظر كل من الشيعة و السنة في مسألة الخلافة . لنقف على الثغرات التي تحتوي عليها و وجهة النظر العامية حول المسألة : أهل السنة ، و الخلافة : مع أن الخلافة في واقعها التاريخي ، لم تكن متبلورة في شكل نظرية عند أهل السنة ، إلا أن المتأخرين منهم استطاعوا أن يضعوا لها مبررات فكرية بسيطة و محدودة . يعتقد أهل السنة ، بأن الخلافة ، شأن من شؤون الدنيا ، يتحقق بالاتفاق . و حيثما ورد الاتفاق تجب البيعة . ولم يعتبروها من أصول الدين ، فهي إذن من فروعه ، و شذت بعض مذاهبهم ، إذ جعلتها غير واجبة ، و بأن السقيفة كانت نموذجا للشورى . من دون أن يركزوا على ملابساتها . و يستندون إلى قوله تعالى : ﴿ ... وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . ولم يشترط السنة العصمة في الإمام . بل و جوزوا إمامة الفاسقين . و أوجبوا الطاعة مع الفسق يقول الباقلاني في التمهيد : قال الجمهور من أهل الإثبات . و أصحاب الحديث : لا ينخلع الإمام بفسقه و ظلمه ، بغصب الأموال ، و ضرب الأبشار ، و تناول النفوس المحرمة ، و تضييع الحقوق و تعطيل الحدود ، و لا يجب الخروج عليه . و لا يشترط السنة ( الأفضلية ) في الإمام . فقالوا بجواز تقديم المفضول على الأفضل . و الواقع ، هو أن المفهوم الذي ( فبركه ) أهل السنة عن الخلافة ، إنما كان استقراء لوضع فاسد ، هو ( السقيفة ) . فمن الأمر الواقع الذي جرى فيها ، استقرأوا مفهوم الشورى و عدم النص . . . و من الفساد و الفسق الذي أحصاه التاريخ على بعض الخلفاء ، أن ارتأى الابقاء على الخليفة الفاسق! و أي عاقل ، يملك وجدانا سليما ، و وعيا بالدين عميقا . يمكنه هضم هذه المحددات التي وضعها السنة للخلافة . مبعث الإمام عند الشيعة لما كانت الإمامة ضرورة لتنظيم حياة المسلمين وفق أحكام الله ، حيث بها يستقيم أمر المسلمين ، دنيا و آخرة ، عدها الشيعة أصلا من أصول الدين . و عليه فإنها تعتبر من الأمور التوقيفية التي يحددها البارئ جل و علا تماما مثلما النبوة . أمرا توقيفي منوط باختيار الله عز و جل لأنها تشكل ضرورة لهداية الناس . و ما دامت الإمامة هي الامتداد الشرعي للنبوة فإنها تبقى خارج دائرة الشؤون التي يبت فيها الناس . و الإمامة ليست شأنا من شؤون الدنيا فقط . بل شأن من شؤون الآخرة أيضا و عليه ، فإن الإمامة تخضع لمجموعة شروط ، تنسجم مع هذا الشأن . و حيث إن الشأن الأخروي يتطلب الصفات الفاضلة و العليا . فإن البشر عاجزون عن اكتشاف الأجدر في هذا الشأن . أو قد تحول دونهم و ذلك عوامل أخرى نفسية و سياسية ، كما جرى في التاريخ الإسلامي . و لو كان الأجدر في هذا الشأن يدرك مباشرة ، لخول الله للبشر اختيار الرسل و الأنبياء . و القرآن قد تحدث عن طبيعة المقاييس التي كان يملكها المشركون في اختيار جدارة النبي صلى الله عليه و آله فكانوا يرون مشيه في الأسواق و أكله الطعام ، ينافي النبوة . كما رأوا في فقره و يتمه ما ينافي مقام الرسالة ، ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ، و لو أنزل الله علينا ملكا و . . و . . و بسبب قصور المقاييس و ضبابية المنظار الذي كان ينظر منه الإنسان إلى النبوة ، كان من الطبيعي أن يستأثر الله باختيار أنبيائه . و نفس الشيء لما رأى بنو إسرائيل في اختيار الله للملك طالوت ما لا ينسجم مع مقاييسهم لمفهوم الملك فقالوا : ﴿ ... قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ، و هناك أسباب كثيرة ، عقلية و شرعية ، تجعل من هذا الاختيار أمرا مستحيلا : 1 ـ إن الدين شأن من شؤون الله . و إن الأجدر دينا ، لا يمكن إن يكتشفه من هو دونه . و لذلك يلزم أن يختاره الله . 2 ـ إن الناس قد يرفضون الإمام لعدله و تقواه إذا أدركوا عدم ركونه إلى أهدافهم . و قد يختارون من يرون فيه لينا و انكسارا . و قد يميلون مع من يكسرهم إليه بالقوة . و تاريخ الخلافة كما سبق ذكره ، كان دليلا قاطعا على ذلك . 3 ـ إن رسالة الرسول كما تركها ، لا يمكنها حل مشكلات الناس في كل الأزمنة و العصور . و هي تحتاج إلى من يستخرج منها الأحكام ، و يوفر لكل مشكلة حلا فقهيا حاسما . و لذلك يلزم أن يعين الله من هو أجدر بهذه المهمة حتى لا تبقى على الله حجة للذين لم يعايشوا الرسل . و المستوعب للأحكام الفقهية اليوم ، يدرك أنها تكاد تخلو من الحسم ، و ليس من العقل ، أن يترك الله دينه لرأي من يختارهم الناس على قصورهم . و لعل كل هذه التناقضات دليلا على الفراغ الذي تركته الإمامة في حياة المسلمين . و حيث إن الإمام هو لطف من الله ، يوجه الناس إلى طريق الطاعات و ينهاهم عن سلوك المعاصي و يقضي للمظلوم و ينتصر من الظالم و يقيم الحدود و الفرائض و يصدر الأحكام في المفسدين . فلو جاز أن يعصي لكان هو بالأحرى في حاجة إلى إمام يرشده و يوجهه إلى الطاعة و يقيم عليه الحد في الأمور التي قد يعصي فيها . و ذلك كله على خلاف أهل السنة الذين لا يرون مانعا من تجويز ، إمامة الفاسق كما تقدم . و إذا كان من لطفه أن بعث للناس نبيا معصوما من الصغائر و الكبائر ، لا ينطق عن الهوى ، يعلمهم الكتاب و الحكمة و يقضي بينهم و يحملهم على الطاعات ، كان إذا من لطفه أيضا أن يترك للناس إماما معصوما لا يخطأ في الأحكام ، و لا تجوز عليه المعاصي . و إذا لم يكن الإمام معصوما ، جاز له أن يضل الأمة في لحظة جهله وعصيانه ، و كان أبو بكر يقول فيما اشتهر عنه : إن لي شيطانا يعتريني . فإذا احتاجت الأمة إليه في اللحظة التي يعتريه فيها الشيطان ، فمن المؤكد أن يضلها ، ولم يبق الإمام عندئذ حجة لله على العباد . و لكان هو في تلك اللحظة في حاجة إلى من يحمله على الطاعة ، أي إلى إمام آخر . و إذا جاز لهذا الأخير أن يخطأ أيضا ، احتاج إلى إمام آخر . و يبقى هذا التسلل ساريا إلى لا نهاية . و هذا يناقض اللطف ، لأن في التسلسل ، تكرارا لنفس الثغرة ، و هي جواز المعصية على الإمام و هذا يأباه البناء العقلائي . و العصمة هي أن يرتفع الإمام عن الدنايا ، و الامتناع عن إتيان كل القبائح عمدا و سهوا و على طول حياته . لأنه لو جاز عليه أن يعصي الله في الصغيرة كيف يمتنع عن إتيان الكبيرة . و إذا كان يجهل صغيرة في الشريعة ، فكيف يتسنى له الحكم في القضية التي تعرض عليه . و إذا جاز عليه القصور في الأحكام و الجهل ببعضها ، علما أن الموضوعات و المسائل لا تتحدد بالعدد ، و لا بالمكان و الزمان . لم يكن بينه و الجاهل الذي يعرض عليه المسألة ، فرق في إدراك تلك المسألة ، فتنتفي الحجة . و قد أورد لنا التاريخ نماذج من المسائل التي عجز الخلفاء عن حلها ، و اعترفوا بعجزهم ، أو قالوا فيها بغير علم و خالفوا الشريعة . و حيث إن الإمام هو أعلى مستوى في الأمة ، من حيث المهمة الشرعية ، كان ضروريا أن يكون هو الأفضل على كل المستويات . خلافا للسنة الذين رأوا جواز إمامة الفاسق مع وجود الفاضل ، و هو تجويز لا سند له من الشرع و العقل ، بقدر ما هو تبرير الحالة الاستخلافية التي شهدها التاريخ الإسلامي . فهي فكرة مستوحاة من واقع لا أساس له من النص . غير أن ضرورة إمامة الأفضل تبقى هي النظرية الموضوعية المنسجمة مع العقل و الشرع . فالعقل يستقبح انقياد الأعلم لمن هو دونه ، و الأشرف إلى من هو دونه و دواليك . و الشرع ينهى في غير موقع عن هذه الفكرة : ﴿ ... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و قال : ﴿ ... أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و إذا نظرنا في نظرية الإمامة عند الشيعة ، وجدناها ترتكز على هذه الأسس الثلاث : 1 ـ الإمامة نص . 2 ـ عصمة الإمام . 3 ـ الأفضلية . و ما دام الشيعة يرون الإمامة لأهل البيت ، كان من الضروري البحث في الانسجام بين هذه الأسس الثلاثة للإمامة ، و واقع الأئمة من آل البيت و ما هو الدليل العقلي و النقلي ، على إمامتهم . 1 ـ النص على الإمامة : يرى الشيعة أن الإمامة تعينت بالنص . أسواء من الله تعالى أم من النبي صلى الله عليه و آله . و لهم إضافة إلى الأدلة العقلية ، أدلة نقلية قوية بهذا الخصوص . و أريد أن أشير في هذه الفقرة إلى لفتة تكاد تتجاوزها الكتابات التاريخية و العقائدية و هي أن الأساس الذي ركن إليه عمر في بيعة أبي بكر هو النص و القرابة . و قد سبق أن أوردنا تفاصيل السقيفة ، و المنطق الذي سيطر على المواقف و الاختيارات فيها . و قال عمر أن الرسول صلى الله عليه و آله ، قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . و استقرأ من خلال ذلك وجوب إمامته . غير أن في اجتهاد عمر بن الخطاب بعض الملاحظات التي تثير الاهتمام . 1 ـ استند عمر على القياس . و هو قياس ناقص ، لأنه لا يبين العلة من وراء الموضوع . فهو بناء على الظن و الظن لا يغني عن الحق شيئا . 2 ـ طرح عمر إمامة أبي بكر على أساس أنها نص . مع العلم أن عمر أبى على الرسول صلى الله عليه و آله أن يكتب كتابه في أيام وفاته ، و اكتفى بالقرآن . فلو كان الرسول صلى الله عليه و آله يهجر ، ـ أستغفر الله ـ فرضا ، فأولى أن نأخذ بهجرانه حتى في تأمير أبي بكر للصلاة بالناس . علما أن إمامة الصلاة ليست مهمة أقرب إلى الله من مهمة تولي غسل الرسول و الصلاة على جنازته كما فعل الإمام علي ( عليه السلام ) و علما ـ أيضا ـ إن الرسول صلى الله عليه و آله ، استخلف في الصلاة في البلدان من ليسوا بالأفضلين . هذا إذا أضفنا إن في رواية أمر الرسول صلى الله عليه و آله بالصلاة ، اضطراب ، و فساد في المتن و السند . 3 ـ عندما استند عمر بن الخطاب على فكرة القرابة ، كان يستغل وضعا ليس له . و أوقع نفسه في تناقض كبير ، ذلك أن قرابة المهاجرين من الرسول صلى الله عليه و آله يلزم أن يتساوى فيها كل المهاجرين ، فكيف يكون استدلال عمر بن الخطاب بالقرابة و الهجرة على المهاجرين الأول ، مثل عمار ، و أبي ذر و . . الذين عارضوا خلافته . ثم لماذا لا يتنازل وفق هذا المنطق عن الخلافة لعلي بن أبي طالب ، و هو جمع بين السابقية و القرابة . فهو سيد المهاجرين ، و أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه و آله و أول من أسلم . و لذلك لما قيل لعلي إن المهاجرين استدلوا بالشجرة ، أي أنهم شجرة الرسول : قال : قالوا بالشجرة و تركوا الثمرة . و يعني بها آل البيت [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ورد على منطق عمر بن الخطاب ، في كلمته الشهيرة و التي جاءت على شكل أبيات : فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف هذا و المشيرون غيب و إن كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي و أقرب [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] و يذكر القرآن مجموعة آيات تدل على النص في الاتجاه الذي يؤكد معقولية النص على الإمامة جاء في القرآن : ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و الآية ، تثبت أن الإمامة تثبت بعد اختبار ، يسفر عن كفاءة الشخص ، و أهليته للإمامة ، ثم تأتي مسألة الاختيار اللدني ، ثم لما أراد إبراهيم أن يقرب ذريته ، قال تعالى : ﴿ ... قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] و هو يوحي بأن الاختيار ليس إلا لله لا محاباة فيه و لا مشورة و لو كان منطق الإمامية في الإمامة ، غريبا عن الإسلام ، فأولى بإمامة إبراهيم و غيره ممن اختار الله ، أن تكون غريبة . و جاء في القرآن اختيار الله لطالوت ، و هو ملك و قال : ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و لما اعترض عليه القوم قال : ﴿ ... قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و هذا إن دل فإنما يدل على أن مسألة النص و الاختيار الإلهي للأوصياء ، ليس بدعا في تاريخ العقيدة الإلهية . هذا بالإضافة إلى ما فاض به الذكر الحكيم من نماذج قرآنية ، تثبت هذا المفهوم و ثبت أن الإمامة بالنص ، لآل البيت و للإمام علي ( عليه السلام ) بعد الرسول صلى الله عليه و آله و تقول الإمامية ، أن الإمامة بالنص ، اختصت بإثني عشر إماما كلهم من آل البيت ( عليهم السلام ) أولهم الإمام علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) . و رد في القرآن قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . جاء في الصحاح الستة : و تفاسير العامة إن الآية نزلت في حق علي ( عليه السلام ) و تفاصيل القصة ، حسب ما رواه أبو ذر ( رض ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و آله يوما صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فدفع السائل يده إلى السماء و قال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله ، فما أعطاني أحد شيئا و علي ( عليه السلام ) كان راكعا ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى و كان فيها خاتم ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى الله عليه و آله فقال لهم إن أخي موسى سألك فقال : ﴿ ... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] إلى قوله ﴿ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] فأنزلت قرآنا ناطقا . ﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ، اللهم و أنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري و يسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري . قال أبو ذر : فوالله ما أن قال رسول الله صلى الله عليه و آله هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال : يا محمد اقرأ ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] و تواتر هذا الحديث ، و ذكره كبار المحدثين و المفسرين من أهل السنة أنفسهم [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و سنحاول القفز على حديث الدار و الغدير الذي سبق أن أثرناه ، لنستعرض بعض الروايات الأخرى التي تؤكد على إمامة علي ، و آل بيته . قال تعالى : ﴿ ... قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . روى الجمهور عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " انتهت الدعوة إلي و إلى علي ، لم يسجد أحدنا قط لصنم ، فاتخذني نبيا و اتخذ عليا وصيا ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و لدى قوله تعالى ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و ذكر ابن عبد البر في قوله ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] قال : إن النبي صلى الله عليه و آله ليلة أسري به جمع الله بينه و بين الأنبياء ، ثم قال ، له : سلهم يا محمد ، على ماذا بعثتم ؟ قالوا : بعثنا على شهادة لا إله إلا الله . و على الاقرار بنبوتك ، و الولاية لعلي بن أبي طالب [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و ذكر الجمهور عن أبي سعيد الخدري ، إن النبي صلى الله عليه و آله دعا الناس إلى علي ( عليه السلام ) في يوم ( غدير خم ) و أمر بما تحت الشجرة ـ من الشوك فقام ، فدعا عليا ، فأخذ بصبعيه فرفعها ، حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه و آله و علي ( عليه السلام ) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : ﴿ ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] فقال رسول الله صلى الله عليه و آله " الله أكبر على إكمال الدين ، و إتمام النعمة ، و رضي الرب برسالتي : و الولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي . ثم قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و يرى الشيعة أن الإمامة ثبتت بالنص في اثنا عشر إماما . أولهم علي و آخرهم المهدي ، و أن طريقة تعيينهم تمت عن طريق النص ، من الله ، ثم نبيه فالإمام ، أي أن الإمام علي ( عليه السلام ) بعد أن تسلمها سلمها ابنه الحسن ( عليه السلام ) استجابة للنص . و الواقع التاريخي يثبت أن الأئمة ( عليهم السلام ) ، كانوا يوصون إلى من بعدهم استنادا من أن نص منصوص و التجربة التاريخية ، تفسر عن هذا الواقع ، إن الإمام عليا ( عليه السلام ) لم يستشهد حتى أوصى بها إلى ابنه الحسن . و الحسن لما عقد وثيقة الصلح ، اشترط فيها عودة الخلافة إليه ، أو إلى أخيه الحسين ( عليه السلام ) إذا طرأ طارئ على حياة الإمام الحسن ( عليه السلام ) . و الإمام علي ( عليه السلام ) الذي عارض تداول الخلافة بين أبي بكر و عمر و عثمان . لم يكن ليكرر نفس الإجراء فيما لو كان الأمر لا يستند إلى مسوغات عقلية و نقلية ، تتحدد بالنص و ذكرت النصوص ، أن الولاية بعد الرسول صلى الله عليه و آله لأهل البيت ( عليهم السلام ) و من ذلك : ما جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم ، عن زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله من حجة الوداع و نزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن فقال : " كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما . فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال ، إن الله عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن ( ثم أخذ بيد علي ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " . أما ما ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم . فقد قال : قام رسول الله صلى الله عليه و آله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة و المدينة ، فحمد الله و أثنى عليه ، و وعظ و ذكر ثم قال : " أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، و أنا تارك فيكم ، ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا لكتاب الله و استمسكوا به " فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال : " و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " . و في صحيح الترمذي ورد بهذه الصيغة ، عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله في حجته يوم عرفه و هو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : " يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله و عترتي أهل بيتي " . و ورد حديث ( الثقلين ) بأكثر من سند و صيغة في صحاح الجمهور . و طبيعي أن يحتاج هذا الحديث إلى نص آخر يحدد عمومه . فحصر الشيعة الإمامة في اثني عشر إماما من آل البيت كما تقدم ذكره و الأدلة على ذلك كثيرة بيد إننا نراها على قسمين : الأولى أدلة اعتبارية سندها الواقع و التجربة . إذ لما ثبت الإمامة لعلي ( عليه السلام ) بالنص فإن وصيته إلى الحسن ( عليه السلام ) تبقى نصا صادرا عن الإمام . و كل إمام أوصى بالآخر ، فيكون هذا التسلسل الاثني عشري دليلا على النص . و هذا هو الدليل العقلي على إمامة الاثني عشر . كما ينضاف إلى تلك الأدلة ، كون هؤلاء الاثنى عشر هم رموز آل البيت الكبار ، الذين أحصى لهم التاريخ تفوقهم و كرامتهم ، و لا تلقى وصية . أما ما جاء في روايات الجمهور حول الاثني عشر إماما الموصى بهم . فقد ذكر الترمذي في صحيحه بسنده إلى جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " يكون بعدي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش " و في مستدرك الصحيحين للحاكم ، عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال : كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه و آله فقال : " لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة " ثم قال كلمة و خفض بها صوته فقلت لعمي و كان أمامي : ما قال يا عم ؟ قال يا بني : " كلهم من قريش " . و حاول بعض أهل السنة ، أن يتصنعوا في تأويل هذه الأحاديث ، و ما شابهها : أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة ، و قوة الإسلام و استقامة أموره و الاجتماع على من يقوم بالخلافة . و قد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب أمر بني أمية ، و وقعت بينهم الفتنة زمن وليد بن يزيد . و حاول بعضهم مثل ابن كثير و صاحب فتح الباري و صاحب الصواعق أن يؤولوها تأويلا إسقاطيا لا سند له من الموضوعية . فادعوا أن الأئمة الاثنا عشر هم الخلفاء الثلاثة ثم علي ، و بعده معاوية فيزيد ـ ذلك أن الحسن لم يجتمعوا عليه ـ فعبد الملك و أولاده الأربعة الوليد ، و سليمان ، فيزيد ، فهشام . و الثاني عشر : الوليد بن يزيد بن عبد الملك . و طبيعي ، إن هذا التأويل أكثر تعسفا مما سبق لأنه مجرد إسقاطات تتغذى بالوضع السياسي الجاهز و لا تركن إلى سند من العقل أو النص . و جاء في الصواعق المحرقة بإخراج البغوي ، بسند حسن عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : ( يكون خلفي اثنا عشر خليفة ، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا ) ، قال الأئمة : صدر هذا الحديث مجمع على صحته . و اعتراف ابن حجر ، بالإجماع على صدر هذا الحديث ، دليل على أن المحرفين تصرفوا في مؤخرته و هذا دليل على التزوير الذي شهدته مدرسة الجمهور . و ترتفع البراءة التي تدعى . و لهذا و ردا على هذا المنطق يقول الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة : ( قال بعض المحققين! إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اثنا عشر قد اشتهر من طرق كثيرة فبشرح الزمان ، و تعرف الكون و المكان : علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه و آله من حديثه هذا : الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته و عترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلتهم عن اثني عشر ( و هم أربعة ) و لا يمكن أن يحمل على ملوك الأموية لزيادتهم على أثني عشر ( و هم ثلاثة عشر ) ، و لظلمهم الفاحش ، إلا عمر بن عبد العزيز ، و لكونهم غير بني هاشم لأن النبي صلى الله عليه و آله قال : كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك عن جابر ) . ولم يكن يدعي الاثني عشر ، سوى أئمة أهل البيت . فإذا أضفنا إلى كون الاثنا عشر إماما كلهم ذوو كفاءة ، و كلهم من قريش و كلهم يدعيها . ترتب أن يكونوا هم الاثنا عشر المشار إليهم بالنص . لأن الواقع لم يأت بما كذب ذلك . و ما دام عجز الجمهور عن تبرير هذا النص ، و تقريبه من الواقع ، فإن الروايات الشيعية أثبتته بالإجماع فقد ورد في منتخب الأثر منقولا عن كفاية الأثر ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : معاشر أصحابي إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح و باب حطة في بني إسرائيل ، فتمسكوا بأهل بيتي بعدي ، و الأئمة الراشدين من ذريتي فإنكم لن تضلوا أبدا . فقيل : يا رسول الله كم الأئمة بعدك ؟ . قال : اثنا عشر من أهل بيتي أو قال من عترتي . و كذلك ذكر القندوزي الحنفي في الينابيع : عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي أثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم المهدي " . و ذكر الحمويني الشافعي في فرائد السمطين ، عن أبو عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن خلفائي و أوصيائي و حجج الله على الخلق بعدي ، اثنا عشر أولهم أخي و آخرهم ولدي . ولم يدع الاثني عشر إماما إلا الشيعة الإمامية . فينتفي إذن ما يعارضها . و يحتاج ردها إلى دليل قاطع نقلي و عقلي ، مثلما أثبتوها لأئمتهم عقلا و نقلا . 2 ـ عصمة الإمام : كذلك إذا بحثنا مدى انسجام هذه الطرحة ، مع واقع الأئمة الاثني عشر ، نجدها أكثر موضوعية فيما لو أسندت إلى الأئمة من آل البيت ( عليه السلام ) و الأدلة العقلية و الاعتبارية لا تقل عن النصوص المباشرة في هذا الموضوع . إن غير الأئمة الاثني عشر لم يدعها صراحة . و العصمة لتقتضي طيب المولد و عدم ارتكاب الفواحش قبل الإسلام أو بعده . و غير الأئمة لم يتوفر على ذلك . و الإمام علي ( عليه السلام ) هو الوحيد الذي لم يعبد الأصنام ولم يرتكب فاحشة في الجاهلية . و مهما كان الأمر و السبب فإن النتيجة واحدة ، هي الطهارة و العصمة . و الباحث في سيرة الأئمة من لدن علي إلى آخرهم ، يتبين له مدى استقامتهم على طريق الإسلام ، ولم يحصي التاريخ لأحدهم زلة تناقض العصمة . و كلهم كانوا مصدر علوم ولم يحتاجوا إلى غيرهم في شيء ، و ورثوا العلم و الرئاسة و العصمة بشكل متراتب أبا عن جد ، بخلاف من هم دونهم . أما ما يثبت ذلك نقلا ، فإن آل البيت وردت فيهم آيات قرآنية و روايات نبوية تدل دلالة نافذة على ذلك . آية التطهير : قوله تعالى : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . ثبت بإجماع الجمهور مفسرين ومحدثين إن الآية نزلت في علي و الحسن و الحسين و فاطمة ( عليهم السلام ) . و من ذلك ما أخرج مسلم في صحيحه عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة: خرج النبي ( صلى الله عليه و آله ) غداة و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدله ، ثم قال : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و في صحيح الترمذي عن أم سلمة ، لما نزلت الآية : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] في بيت أم سلمة ، فدعا فاطمة و حسنا و حسينا و عليا خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : و أنا معهم يا نبي الله؟ . قال : ( أنت على مكانك و أنت على خير ) . و في آية التطهير مجموعة دلالات ، يستحسن الوقوف على مضامينها . فالآية ، في البدء منصرفة ، حيث حددت ( آل البيت ) في الرسول صلى الله عليه و آله و علي و فاطمة و حسن و حسين . و بذلك ترتفع الإمامة و العصمة عن غير هؤلاء . و يصبح لآل البيت مفهوم خاص غير ذلك الذي يتحدد بالنسب ، و إلا ، فأولى بأزواج النبي صلى الله عليه و آله أن يكن من أهل بيته فيما لو كانت القضية خاضعة لمفهوم عام غير محدد ، و لكان صلى الله عليه و آله أدخل في كسائه ، أفرادا آخرين من آل البيت غير هؤلاء . ثم الآية تفيد أن القضية محصورة في نطاق آل البيت ، أو بالأحرى فإن الطهارة هي من خصائص آل البيت ، يدل على ذلك أداة الحصر إنما في ﴿ ... يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . ثم تحدثت الآية عن قضيتين هما : الرجس ثم الطهارة . و الرجس في اللغة حسب ابن منظور و غيره ، تعني الذنوب و تعني أيضا الأقذار . و العاقل لا يستطيع تقبل مفهوم الأقذار كتفسير للآية . إذ أن الطهارة من القاذورات ، لا تحتاج إلى إرادة إلهية لدنية . و إنما المسألة تتعلق بالقاذورات المعنوية ، و هي الذنوب و المعاصي . أما الطهارة فتعني التنزيه من هذه المعاصي و الذنوب . و حاول البعض أن يتحايل على هذا النص ، فيقول بالطهارة التشريعية التي تعتمد الأحكام المنزلة عليهم ، أي إن آل البيت يتنزهون عن المعاصي بالأحكام التي نزلت في القرآن ، و هذا تأويل ناقص لأن الطهارة التشريعية بهذا المفهوم تستبطن أمرين : 1 ـ إذا كان الله يريد أن ينزه الدنيا بتشريعه آل البيت ، فيكون هذا ظلما ، و لا يجوز في حق الله تعالى ، إذ كيف ينزه هؤلاء بإرادته و لا ينزه الناس الآخرين . 2 ـ إذا كان الله يقصد تطهيرهم بأحكام الشرع المنزلة عليهم في القرآن ، فهذا لا يتطلب آية للحصر في آل البيت ، يعم جميع الناس من دون استثناء . فتبقى المسألة الرئيسة أن الله طهرهم طهارة تكوينية خاصة ، تميزهم عن الباقين . و قد يرى البعض في ذلك نوعا من الظلم الذي لا يجوز على الله ، إذ كيف يجبر البعض على العصمة و لا يجبر الآخرين . و لا نريد هنا أن نتوسع عقليا و نقليا في هذا الموضوع الذي أرتأينا توفيره إلى مبحث العقائد الخاصة إلا أننا سنرد على ذلك ، بأن الاعتراض على إرادة الله في عصمة آل البيت ، يجوز الاعتراض على إرادته سبحانه في عصمة الأنبياء و اختيارهم ، إذ أن الموضوع واحد ، و مضامينه واحدة . ثم إن للعصمة التي نتحدث عنها هنا تفسيرا تقريبا ، يختلف مع ما يراه البعض . الإمامية ترى إن الإمام لا يفعل إلا الحسن ، أما المكروهات فلا يفعلها ، و إن كان قادرا على الإتيان بها . فهناك مواقع نفسية و روحية تحول دونه و ذلك ، سببها التزكية مصحوبة باللطف الإلهي . أي إن هؤلاء تعبوا على أنفسهم في التزكية و السمو الروحي حتى اكتسبوا عصمة تحول دونهم و الخطايا و لما علم الله أن هؤلاء على مقدرة كافية الاستقامة ، عزز عصمتهم بلطفه . و إذا رأى إنسان في هذا ظلما ، قلنا له إن علم الله بنزاهة هؤلاء هو الذي ترتب عليه هذا التدخل الإرادي في عصمتهم ، و الله يحاسب عباده على قدر إيمانهم ، و قد وفر التوبة لغير الأئمة في الأمور التي لا يقوون على إتيانها . و إذا كانت صلاة الليل قد فرضت على الأنبياء و الأولياء ، فإنها لم تفرض على من هم دون ذلك . و قد يثبت في علم الله ، إن غير هؤلاء لا يستطيعون عصمة أنفسهم بذلك القدر الذي يستحق التسديد الإلهي . يرى السيد محمد تقي الحكيم ( إن الله عز وجل لما علم أن إرادتهم عليهم السلام تجري دائما على وفق ما شرعه لهم من أحكام ، بحكم ما زودوا به من إمكانات ذاتية و مواهب مكتسبة ، نتيجة تربيتهم على وفق مبادئ الإسلام تربية حولتهم في سلوكهم إلى إسلام متجسد ، ثم بحكم ما كانت لديهم من القدرات إلى إكمال إرادتهم وفق أحكامه التي استوعبوها علما و حكمة ، فقد صح له الإخبار ان ذاته المقدسة بأنه لا يريد لهم بإرادته التكوينية إلا إذهاب الرجس عنهم ، لأنه لا يفيض الوجود إلا على هذا النوع من أفعالهم ما داموا هم لا يريدون لأنفسهم إلا ذهاب الرجس و التطهير عنهم ) أهل السنة و الجماعة لا يرفضون العصمة إلا في حدود مصطلحها ، أما ضمونا فإنهم يقرون بها لجميع الصحابة ، ذلك أنهم يرون أنهم جميعا عدول . و ليست العدالة كما هي في مفهوم العامة و ذهنيتهم ، سوى تلك العصمة التي يراها لشيعة في أئمتهم . و لا يكلفك أن تكون شيعيا أكثر من أن تتعامل مع أئمة أهل البيت ، كما تعامل مع أبي بكر و عمر . فالعدالة و العصمة الاعتبارية كما يراها السنة لهؤلاء لا تقل عن تلك التي يراها لشيعة في الأئمة . و الإنسان قد يصل إلى درجة ما من العصمة ، فيما لو طبق القرآن . أي كتسب عصمة معينة . و هدف الإسلام ، هو أن يصنع أناسا قرآنيين أي على قدر من العصمة ، و إذا ان متاحا لكل الناس أن يلتمسوا هذا القدر من العصمة عن طريق التربية المجاهدة ، فأولى بآل البيت أن يصلوها . لأنهم جهدوا على أنفسهم بشكل عجز عنه غيرهم . و من النصوص المنقولة الدالة على عصمتهم حديث السفينة : ورد في مستدرك الصحيحين للحاكم عن أبي إسحاق عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر يقول و هو آخذ بباب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، و من أنكر فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : ( مثل أهل بيتي كسفينة سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق ) . و في إحياء الميت للسيوطي عن البزار عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق ) . و في لفظ الطبراني ، زاد : و مثل باب حطة من بني إسرائيل . و هذا الحديث ، يحمل دلالة قوية على عصمة الأئمة ، ذلك لو جاز أن يعصوا الله لما أمر الرسول صلى الله عليه و آله باتباعهم و لما جعلهم نجاة للأمة من الغرق . و جاء في قوله تعالى : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . ورد في الصحيحين و أحمد بن حنبل عن ابن عباس قال : لما نزل : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي ، فاطمة ، الحسن و الحسين . و لهذا الحديث دلالة أخرى على العصمة ، ذلك أن المودة يستتبعها واجب الطاعة ، و لا يجوز المودة المطلقة لآل البيت فيما لو جازت عليهم المعصية ، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . و الذي يبدو من الرواية هو الاطلاق . دليلا على عصمتهم ، و روى الحاكم في المستدرك و ابن كثير في التفسير و كذا الطبري و تفسير الشوكاني ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله أنا المنذر و علي الهادي ، و بك يا علي يهتدي المهتدون . و لا يجوز عقلا أن يكون هاديا من جازت في حقه المعصية . و في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . جاء في صحيح مسلم : قلت : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه و أما الصلاة عليك فكيف هي؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد و آل محمد ، كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم . و هذا إنما يدل على عصمتهم . إذ لو جازت فيهم المعاصي لما أمر الله بالصلاة عليهم و التعبد إلى الله بهم ، فكيف يتقرب إلى الله بأهل المعصية . و في مسند ابن حنبل ، و في الجمع بين الصحيحين ، أن النبي صلى الله عليه و آله قال لعلي ( عليه السلام ) : " لا يحبك إلا مؤمن ، و لا يبغضك إلا منافق " . و إطلاق الحكم على هذا المنوال فيه دلالة على العصمة . إذ لو جاز أن يعصي الله ، إذا لكان من الإيمان بغض علي ( عليه السلام ) بل و ليس من الإيمان حب على معصية . و إذا ، فإن إطلاقها يدل على أنه متواصل الامتناع عن المعصية أي معصوم عنها . و لا أدل على العصمة من الحديثين التالين : 1 ـ في الجمع بين الصحاح الستة ، عن النبي صلى الله عليه و آله قال : " رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار " و في تاريخ بغداد ، و الحاكم في المستدرك و كنز العمال روى أحمد بن موسى بن مردويه ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : " الحق مع علي و علي مع الحق ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . و التبشير بالإمام علي ( عليه السلام ) و الحكم القاطع على أنه لا يفارق الحق ، هو شهادة من معصوم على عصمة الإمام . 2 ـ ورد في صحيح مسلم ، عن زيد بن أرقم : أيها الناس ، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، و إني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا بكتاب الله ، و استمسكوا به ، فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال : و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي . و الحديث بالتواتر الذي ميزه ، يعد دليلا على العصمة ، لأن الله قرن بين القرآن و آل البيت و في حديث آخر للترمذي ( فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) و تلك شهادة على العصمة . 3 ـ أفضلية الإمام : كنا قد أثبتنا ضرورة إمامة الأفضل على خلاف أهل السنة و الجماعة ، ذلك أن هؤلاء يجوزون إمامة المفضول و تبعية الفاضل ، و هو أمر مخالف للوجدان و عليه فإننا في مقام البحث في الانسجام بين طرحة ( أفضلية الإمام ) و آل البيت ، كانوا هم طلائع الأمة الأول ، فالقرآن قال : ﴿ ... الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ... ﴾ [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] . و هذه الآية دليل على خصوصيات آل البيت و أفضليتهم على مستوى الكفاية الروحية و العقلية . كذلك لما رفعهم الرسول صلى الله عليه و آله إلى مقام القرآن و قرنهم به في حديث الثقلين كما تقدم . و في رواية أحمد بن المشد و الزمخشري في الكشاف ، قال ابن عمر : كان لعلي ثلاثة ، لو كان لي واحدة منها كانت أحب إلي من حمر النعم : تزويجه بفاطمة و إعطاء الراية يوم خيبر و أية النجوى . و في مسند أحمد و الجمع بين الصحاح الستة أن الرسول صلى الله عليه و آله بعث ( براءة ) مع أبي بكر إلى أهل مكة ، فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه عليا ، فرده ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله أنزل في شيء ؟ قال : لا ، و لكن جبرائيل جاءني و قال : لا يؤدي عنك إلا أنت ، أو رجل منك : و في ذلك تفضيل للإمام علي على أبي بكر ، و هو الظاهر و الصريح . و في حديث المنزلة كما أخرجه البخاري في صحيحه و مسلم من طرق مختلفة : إن النبي صلى الله عليه و آله لما خرج إلى تبوك ، استخلف عليا في المدينة ، على أهله ، فقال علي : ما كنت أوثر أن تخرج في وجه إلا و أنا معك . فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي . و هذا الحديث يدل على أن الذي يأتي بعد الرسول صلى الله عليه و آله هو علي ( عليه السلام ) في الأفضلية و ما إليها من النصوص الدالة على ذلك . و التاريخ يشهد أن الإمام عليا و الأئمة ( عليهم السلام ) ، كانوا هم الأفضل في كل الميادين . و لو قارنا عليا ( عليه السلام ) مع باقي الصحابة ، وجدناه أكثرهم شجاعة و جهادا ، و أفضلهم تقوى و ورعا و أفضلهم علما و فقها و قضاء . كما يؤكد التاريخ إن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كانوا ملجأ لكل سائل في العلم ، ولم يثبت عنهم أنهم قالوا كما كان يفعل الآخرون ( لا نعلم ) و كلهم كان يستقي علمه من آبائه ، أبا عن جد . ولم يرو التاريخ أن واحدا من آل البيت ، درس على واحد من العامة . و أهل البيت هم مصدر العلوم . و الإمام الصادق هو الفقيه الأول و تتلمذ عليه باقي علماء و فقهاء أهل السنة ، و أخذ منه الأئمة الأربعة و قالوا فيه كلاما كثيرا . و التحديات التي واجهها آل البيت على مستوى الكفاح و الجهاد ، كانت أكبر مثال في تاريخ الشجاعة و الجهاد البشري . و لا أدل على ذلك من ملحمة كربلاء و قب
|
| |
|