يقوم الإعلام الدعوي على أصول راسخة وقواعد ثابتة، لأنه يستقي منهجه من القرآن الكريم، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الإعلام والتأثير.
وبفضل هذا المنهج استطاعت رسالة الإسلام الانتشار على مساحة واسعة من كوكب الأرض، وتمكنت من التأثير في الجماهير التي تقطن فوق هذه الأجزاء من العالم شرقًا وغربًا، وبسطت نفوذها في العديد من الأماكن، وبين مختلف الفئات والطوائف التي اعتنقت الإسلام بعد احتكاكهم بأهله، ومعرفتهم بأصوله، كما هو الحال في منطقة شرقي آسيا (إندونيسيا وباكستان وبنجلاديش والهند وماليزيا والفلبين )، وغيرها من البلاد التي لم تحتلها جيوش، ولم يدخلها جنود، أو يشهر فيها سلاح أو تراق فيها نقطة دم واحدة، وهذا يدل دلالة واضحة على القوة الذاتية الكامنة في هذا الدين الذي يستهوي كل من يقترب منه ويفهمه فهمًا صحيحًا، ويفتح قلبه وعقله للتعرف على مبادئه وفهم جوهره.
وإذا كانت الدعوة الإسلامية تبعث في رجالها الثقة بالنفس والقدرة على المواجهة، فإنها تهيئ لهم المناخ الصحي الذي يمكنهم من تحقيق النجاح إذا التزموا بالمنهج الذي سار عليه إمام الدعاة صلى الله عليه وسلم في البلاغ والإقناع، وتزودوا بالمعطيات العلمية المعاصرة.
ويقوم هذا المنهج على الأساليب والآليات التالية:
أولاً: البساطة والوضوح، في الشكل والمضمون:
يقوم الإسلام على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.. وهذه العقيدة السهلة، كما يقول المستشرق الإنجليزي توماس أرنولد(1)، لا تتطلب خبرة طويلة أو تجربة عميقة، ولا تثير أية مصاعب عقلية للفهم والاستيعاب، بل إنها تخاطب أدنى المستويات العقلية والإدراكية في الإنسان، نظرًا لخلوها من التداخلات والحيل النظرية أو اللاهوتية، ومن ثم فإن أي فرد يستطيع أن يستوعبها، ويشرحها، حتى أقل الناس خبرة بالأصول العقدية لهذا الدين.. وفي الحقيقة أن بساطة تعاليم الإسلام ووضوحها تعد من أبرز العوامل الفعالة في نشر الرسالة، في مختلف المجالات وبين مختلف الأوساط(2).
وقد تميزت دعوة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ببساطةٍ في اللفظ، ووضوحٍ في المعنى، ويُسْرٍ في الدين، ولهذا لم يعهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن قياسي، كما فعل محمـــد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لأن فهم الدعوة الإسلامية لا يحتاج إلى مقدرة عقلية خاصة، وملكات ذهنية كبيرة، ويرجع ذلك إلى طبيعة هذا الدين الذي يخاطب فطرة الإنسان، ويتعامل مع ظروفه، ويلبي رغباته، ويعالج قضـــايـــاه، ويـــرد علـى تساؤلاتـه، ويربـط -فـــي تناسـق وانسجــــام- بين ما يتضمنه من حقائق وبين واقع الحياة، فمشكلات الناس وقضاياهم، يجدها الإنسان معروضة بصورة مبسطة، سهلة الفهم والاستيعاب، في القرآن الكريم، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وقد كان هذا هو النهج مع سائر الرسل، فكان الحق تبارك وتعالى يبعث في كل أمة رسولاً منهم ليكون أقدر على فهمهم وإفهامهم: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } (إبراهيم:4).
وقد أراد الله$ عز وجل أن ييسر للناس فهم وإدراك الرسالة، حتى يتمكنوا من استيعابها والعمل وفق معطياتها: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } (البقرة:185).
وبهذا المنهج المتميز استطاعت الدعوة الإسلامية أن تجذب انتباه الجماهير وتصل إلى عقولهم ووجدانهم دون صعوبة، وتلبي رغبتهم في الوقوف على تبريرات مفهومة وبسيطة ونهائية للقضايا والمسائل العامة التي تُثار في المجتمع، وهذا يفسر الأسباب التي تجعل الناس مستعدين لتقبل التفسير الذي يقدم إليهم، لا سيما عندما يأتي هذا التفسير من مصدر موثوق به(1).
ثانيًا: الثراء والتنوع والتطور:
تتميز الدعوة الإسلامية بالثراء في مادتها، والتنوع في أساليبها، والتطور في معالجاتها، ويأتي ثراء هذه الدعوة من النظرة الشمولية للدين الإسلامي، الذي جاء جامعًا لحياة المسلمين في شتى المجالات، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة في حياتهم إلا وتطرق إليها، ابتداءً من وضع أصول الحياة الأسرية، إلى إعداد الجيوش ومقاومة الأعداء، وتنظيم اقتصاديات المسلمين، ويأتي ذلك مصداقًا لقول الحق جل وعلا: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة للمسلمين } (النحل:89).
ومن ثم فإن الإعلام الدعوي لن يقف حائرًا أمام أيِّ مشكلة من مشكلات الحياة، في أي زمان وأي مكان، لأنه سوف يجد في دستور المسلمين الحلول العادلة لكافة المشكلات والقضايا.
كما تتميز الدعوة الإسلامية بالتنوع في الأساليب، والتعدد في الطـــرق، مـــع ثبـــات الأهـــداف، فالدعـــوة قد تحتــاج إلى أسلـــوب القــــوة كما تحتاج إلى أسلوب اللين، وقد تحتاج إلى أسلوب المواجهة للخطأ، أو أسلوب التعميم وعدم المواجهة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أحيانًا عند الإنكار: (ما بال أقوام يقولون كذا، أو يفعلون كذا )(1).
وكان يواجه أحيانًا صاحب الخطأ فيقــول له: (ما بــال مقالــة بلغتني عنكم )
وهنا يأتي دور الداعية الحصيف في قدرته على استخدام الأسلوب المناسب في الموقف المناسب والوقت المناسب، لأن دائرة الاختيار بين مختلف الأساليب واسعة ومتنوعة ومتعددة.
والدعوة الإسلامية تختلف في وسائلها وأساليبها من وقت إلى آخر، ومن حال إلى حال، بحسب المقتضيات والأزمان، فقد يصلح أسلوب دعوي مع شخص أو جماعة أو شريحة عمرية معينة، ولا يصلح في غير ذلك من المجالات، وهنا يجب على الداعية أن يغير من أساليبه بما يتناسب مع حال المتلقين، فقد يتطور الأسلوب الواحد من ترغيب إلى ترهيب، وقد يتطور الموقف مع العدو من أسلوب المهادنة والصلح إلى أسلوب المواجهة والقتال أو العكس، لأن الأصل أن الأساليب الدعوية اجتهادية ومتطورة، يمكن للدعاة أن يطوروا فيها بحسب مقتضيات عصرهم(1).
ثالثًا: دعوة عقلية تقوم علــى المنطــق السليــم وتستنــد إلى البرهان القوي:
ترتفع قيمة المرء في الإسلام كلما ارتقت اهتماماته العقلية، بل إن من أهم الأهداف الإصلاحية لهذا الدين هو تحرير الفكر البشري من ربقة التقليد والخرافات، وتوجيهه نحو الفكر الحر، ولذلك حارب الوثنية لأنها انحطـــاط بالعقــل، وعمــىً في البصيــرة.. وحين طلب بعـض المرتــابين فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم المعجزات المادية التي تثبت صحة هذه الرسالة، كان رد الله عليهم أن ينظروا فيما احتوته آيات القرآن الكريم من دلائل عقلية وصور كونية، تثبت صحة ما تضمنته هذه الرسالة، وصدق حاملها، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون } (العنكبوت:50-51).
وقد كتب الله في سننه أن يكون منطق العقل تاج هذه الحياة الإنسانية، يستطيع اكتناه غاية ما تستطيعه الإنسانية من أسرار الكون، كما كتب الله في لوح هذا الوجود أن يقوم نبي الإسلام داعيًا إلى الحق بمنطق العقل هو ومن اتبعه، وفي ذلك يقول عـــز وجـــل: { قل هذه أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من } (يوسف:108).
والإعلام الدعوي يحترم العقل الإنساني، ويقدر الفكر البشري، ويضع الحجج العقلية والأساليب المنطقية على رأس طرق التفاهم والنقاش والجدل المفيد، كما يجعل فيما خلق الله أهم مداخل الإيمان بالله، والتصديق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان قد مضى زمن الأنبياء، فنحن لا نستطيع أن نأتي اليوم بسفينة نوح، أو عصا موسى، أو معجزات عيسى -عليهم السلام- لإحياء الموتى وشفاء المرضى، فإنه ليس أمامنا سوى وسيلة الإقناع الهادئ المنطقي، دون صراخ أو صياح أو انفعال قد يضر بالدعوة أكثر مما يفيدها، ويصوّرنا وكأننا قوم من الغوغائيين، الذين يفتقدون القدرة على الحوار بالحجة والإقناع بالدليل، وهذا يعني أن ما يصلح لمخاطبة المسلمين -حتى العصاة منهم- لا يصلح بالضرورة لغير المسلمين.
وما أكثر الآيات القرآنية التي تطلب من الإنسان أن يفكر ويتدبر، ويطلق عقله ليستنبط به، ثم يعتبر من خلال النظر إلى ما حوله من ظواهر طبيعية وحقائق علمية، يؤكد ذلك ما قاله الله تعالى: { فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب } (الزمر:17-18).. وما قاله عز وجل: {كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون } (الروم:28).
وهذا هو الفارق بين الدعوة الإسلامية والدعاية التنصيرية، أو غيرها من الدعاوى الأخرى، لأن عظمة الإسلام وبساطته وأخــذه بحكم العقــل لا يدع فرصة لأية دعاية أخرى للتشكيك في أنبائه أو الطعن في أحكامه.
وقد درج بعض من يتحملون أمانة الدعوة على استخدام أسلوب الصراخ أو الإثارة وتهييج الجماهير Agitation ، والتركيز على أوتار العاطفة، وهذا أسلوب وإن حقق بعض النجاح لدى العوام من الجماهير التي لم تنل حظًا من الثقافة والتعليم، فإنه لا يصلح لمخاطبة المثقفين والمفكرين، لأن هؤلاء يستقبلون الفكرة عبر عقولهم المتفتحة، وملكاتهم الناضجة، ونظراتهم الصائبة.
كما أن هذا الأسلوب -وإن حقق بعض أغراضه لدى جماهير المسلمين، الذين يتوافر لديهم الاستعداد لقبول الدعوة- لا يصلح لمخاطبة غيـــر المسلمين، الذي لا يؤمنـــون برسالــة محمــد صلى الله عليه وسلم، ولا يعتقــدون فيما حملته آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولعله من غير المنطقي مخاطبة غير المسلمين بالحجج القرآنية والنهج النبوي، لأن هؤلاء لا يعترفون بالإسلام دينًا ولا يؤمنون بالكتاب والسنة، والسبيل الوحيد للحوار معهم هو الأدلة العقلية، والأمثلة الحياتية، والحجج المنطقية، التي يمكن أن تفحمهم، وتصيبهم بالعجز، وعدم القدرة على الاستمرار في الجدل العقيم والمعاندة المرذولة، كما أفحمَ إبراهيمُ عليه السلام مَن حاجَّه في الله، متحديًا إياه أن يأتي بالشمس من المغـــرب حيث يأتي بهـــا الله من المشــرق، فبُهت الذي كفــر، ولم يجــد إلا التسليم معلنًا هزيمته.
وهكذا نرى أنه بالتمعن في جوهر الدعوة الإسلامية يتبين أنها دعوة عقلية بكل معاني الكلمة، وتشير كافة الأدلة والبراهين على أن الإسلام دين يقوم على الإقناع، ويستند إلى البرهان في مخاطبة الناس جميعًا، المسلمين منهم وغير المسلمين، وتأتي هذه الأسس على رأس طرق التفاهم والنقاش والجدل المفيد.. كما يجعل النظر فيما خلق الله، من أهم مداخل الإيمان بالله، والتصديق بما جاء به محمد صلوات الله وسلامه عليه. وقد ذكر القرآن الكريم العقل، باسمه ومشتقاته، نحو خمسين مرة، وذكر أولي الألباب بضع عشرة مرة، كما ذكر أولي النهى أكثر من مرة، وقد أمر الله بالمحافظة على العقل لعظم شأنه وضرورة الحاجة إليه، لأن فقده يعني فقد شخصية الإنسان، ولأن الإخلال به يؤدي إلى التخبط والضلال، فحرم كـــل ما يؤثـــر عليــه من المسكـــر والمفتــر، ووضــع عقوبــة قاسيـة لمن ينتهك حرمته.
وبلغ تقدير الإسلام للعقل أن جعل معجزته -وهي القرآن الكريم- معجزة إلهية، ترتبط به في كل زمان وفي كل مكان، وما أكثر الآيات القرآنية التي تطلب من الإنسان أن يفكر ويتدبر، ويطلق سراح عقله ليستنبط ويعتبر من خلال النظر إلى ما حوله من ظواهر طبيعية، وحقائق علمية، تمييزًا له عن الكائنات الأخرى التي لا تسمع ولا تعقل ولا تعي، وفي ذلك يقول عز من قائل: {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ً} (الفرقان:44).
والجدل العقلي تصعب ممارسته بمعزل عن حرية العقل، فلا يكون للإنسان أن يجادل فيما لا يقتنع به، ولا أن يسأل عما لا يطمئن إليه قلبه، وبالتالي فإن أبرز ما يميز دعوة الإسلام هو ربطها بالعقل واحترامها له، حيث اشترط هذا الدين على من يتلقون عنه ويدينون به أن يتلقوه بعقولهم، وأن يأخــــذوا أحكامــه وتعاليمــه بعــــد بحث وتمحيص، ومَن لم يقتنع بعد ذلك فلا يُكره على اعتناقه، وعلى الله حسابه، كما أن الإسلام ليس في حاجة إليه.
وقد ضرب حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه، الذي حمل رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس حاكم مصر، أروع الأمثلة في الإقناع بالحجة، والمخاطبة بالبرهان، حين تحداه المقوقس بعد أن تسلم منه رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: (ما منعه إن كان نبيًا أن يدعو عليّ فيسلط علي ّ )أي أنه إذا كان محمد نبيًا حقًا، فلماذا لا يدعو ربه ليتم القضاء عليّ، ويبسط دينه دون مجهودفردّ عليه حاطب في الحال: (وما منع عيسى ابن مريم أن يدعو على مَن أبى' عليه أن يفعل به ويُفعل (
أي أن عيسى ابن مريم الذي تؤمنون برسالته كان يستطيع هو الآخر أن يدعو على قومه بما يشاء، وينشر دينه دون مجهود أو معاناة، فما الذي منعه من هذا حتى يوفر على نفسه العناء والمشقة وقد تسبب هذا الـــرد في إصابــة المقوقـس بدوار ووجــوم، صمت ولم يجد ما يرد به على حاطب، الذي أكد له أن بشارة موسى بعيسى في التوراة مثل بشارة عيسى بمحمد في الإنجيل، وأن الإسلام لم يأت للقضاء على المسيحية، بل جاء ليؤكدها ويصحح مسارها، ولم يجد المقوقس سوى التسليم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فأرسل له الهدايا، كما أرسل له جاريتين تزوج الرسول بإحداهما وهي مارية القبطية التي أنجب منها ابنه إبراهيم(1).
رابعًا: الدعوة بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن:
تقوم الدعوة الإسلامية على أساس ثابت ومبدأ راسخ في إعلام الجماهير بها، ويعتمد هذا المبدأ على الكلمة الطيبة، والحكمة البالغة، من غير عصبية أو عنف، والحكمة تجعل الداعي إلى الله يقدر الأمور حق قدرها، كما تجعله ينظر ببصيرة المؤمن ليرى حاجة الناس فيعالجها بحسب ما يقتضيه الحال، وبذلك ينفذ إلى قلوب الناس من أوسع الأبواب، فتنشرح له صدورهم، ويرون فيه المنقذ لهم، الحريص على سعادتهم ورفاهيتهم وأمنهم ومستقبلهم.
والموعظة الحسنة هي الكلمة الطيبة تخرج من فم الداعية لتصل إلى عقول الناس وقلوبهم، فيجدون فيها الخير والسعادة، وهي التي تحمل للناس البشرى، وتأخذ بأيديهم إلى طريق الحق والصواب، ولا تسيء إلى أحد، ولا تعنف أحدًا، وهي الكلمة الطيبة الرقيقة التي تلمس القلوب فترق لها، وتخالط النفوس فتهش لها وتفرح بها، وهي البلسم الشافي يداوي الجروح، ويخفف الآلام، ويشفي النفوس(1).
وإمعانًا في التسامح والرفق والرحمة والصبر، حث الإسلام على التحلي بحسن الخلق وسماحة النفس ولين القول حتى مع الجهلاء، والإعراض عن اللغو في الحديث، وعدم التجاوز في القول، وفي ذلك يقول تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا } (الفرقان:63).
وحث على الكلمـــة الطيبــــة والأداء الحسـن: {وقولوا للناس حسنًا وأقيمو الصلاة وآتوا الزكاة } (البقرة:83).
وقد نهج محمد صلى الله عليه وسلم هذا النهج، مجسدًا كل معانيه، سواء مع المؤمنين أم مع الطغاة والمتجبرين، وكذلك مع أهل الكتاب وحتى مع المنافقين والمشركين، ملتزمًا في ذلك بأوامر الله جل وعلا الذي حثه على اللين والرقة في معاملته للجميع: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } (الأعراف:199).
وهكذا تكشف الدعوة الإسلامية عن سمو في منهجها، ورقي في خططها، ورفعة في خطابها، وسماحة في أسلوبها، ودقة في مضمونها، والتزام في إعلامها.
خامسًا: الحوار بين الدعوة الإسلامية وأصحاب العقائد الأخرى:
تشير الأدلة المنطقية والشواهد العملية إلى أن الإسلام هو الدين المكمل لكل الديانات التي سبقته، والمرتبط بدين إبراهيم أبي الأنبياء عليه الصلاة السلام.
ولقد ألزم اللهُ المسلمين أن يقروا بنبوة جميع الأنبياء، من لدن آدم حتى محمــــد صلى الله عليه وسلم، ليس لمجـــرد التسامـــح، ولكن لأن الإســـلام ما جـــاء إلا امتدادًا لكل الديانات السماوية واحتواءً لها.
وفي ضوء ذلك فإن الدعوة الإسلامية ترحب بالحوار وتؤكد على أهميته، لأنه يفتح المجال لها، ويتيح أمامها أوسع الفرص لتصحيح المعلومات، وتقديم الحقائق لهؤلاء الذين أساءوا فهمها وناصبوها العداء. وقد وضع الإسلام أساسًا للعلاقة بين كل أفراد الجنس البشري يقوم على المودة والاحترام، ومساعدة الضعيف وإنقاذ الملهوف، والرفق بالإنسان أيًا كان دينه ومذهبه أو أصله، وكذلك الرفق بالحيوان والكائنات كلها، والقرآن الكريم يحوي العديد من الآيات والمواقف التي تحث على تحقيق العدالة وعمل الخير، وتقديم المعروف لكل الناس، حتى في حالات الغضب والكــراهيــــة : {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو للتقوى } (المائدة:
.
والإسلام بهذا يحافظ على حقوق البشر جميعًا، ويؤكد أن الأصل الإنساني واحد، ويسمح بلغة مشتركة مع كل الناس، وهنا يجد غير المسلمين في الإسلام ما يحقق أغراضهم، ويلبي احتياجاتهم في حياة حرة كريمة تسودها المحبة والسلام والمساواة.
ويؤكد المستشرق الإنجليزي المعروف (توماس أرنولد ) أن الملاحدة ظلوا ينعمون في ظل الحكم الإسلامي بدرجة من التسامح ليس لها مثيل في أوربا، وأن العقيدة الإسلامية تلتزم بهذا النهج مع جميع أتباع الديانات الأخرى.. كما جاء في الأخبار النصرانية شهادة تؤيد مدى التسامح الإسلامي، وهي شهادة (عيشويابه ) الذي تولى كرسي البطريركية من سنة 647هجرية إلى سنة 657، إذ كتب يقول ما نصه: (إن العرب الذين مكّنهم الرب من السيطرة على العالم، ليسوا بأعداء للنصرانية، بل يمتدحون ملتنا، ويوقرون قسيسينا وقديسينا، ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا )(1).
هذا هو منهج الدعوة الذي وضعه الله ليلتزم به المسلمون مع غير المسلمين، ويأتي ذلك انطلاقًا من التفاعل والانفتاح بين هذا الدين وكل العقائد الأخرى، لكي يعطي مجالاً واسعًا وأرضية مشتركة للتفاهم والحوار والمعايشة، بعيدًا عن الانغلاق والتعصب: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون } (الجاثية:14).
فالرسل جميعًا كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث له، هم بناة بيت واحد، يؤسس سابقهم للاحقهم، ويشيد لاحقهم على أساس سابقهم، والعقيدة الإسلامية تؤكد على الإيمان بكل الرسل الذين بعث بهم الله، فلا تفرقة بينهم، ولذلك طلب الإيمان بهم جميعًا، وبما أنزل إليهم، بل ويعتبر الإسلام أن الإيمان ببعض الرسل دون بعضهم الآخر خروج على دين الله وهديه.
وبالتالي فإن أهل الديانات والعقائد الأخرى جميعهم يجدون في القـــرآن الكــريم احترامًا لرسلهـــم، وفي هــذا يقــول كـــارل بروكلمـــان :
(إنه حين أرسل الله عيسى قبل محمد، فقد أرسل موسى قبل عيسى، وحين تنبأ عيسى بمحمد فقد تنبأ موسى بعيسى، ورسالة محمد أرسلها الله إلى العالم أجمع وليس إلى قوم بعينهم، ليصحح مسيرة الرسالات التي سبقته، ويبلغ الناس بالرسالة الصحيحة التي حملها إبراهيم من قبل، والتي شوهتها الأحداث والأشخاص.. وتأسيسًا على ذلك، فقد حمّل اللهُ أمانةَ الدعوة إلى هذا النبي الخاتم، ليبلغها إلى البشرية جمعاء، وقد استشعر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المسؤولية وحمل هذا النداء، وبلّغه لكل الناس )(1).
وقد قرر الإسلام أن يُعامل الناس جميعًا على قدم المساواة بدون التفرقة بين صعلوك وأمير، ولا بين شريف ووضيع، ولا بين غني وفقيــر، ولا بين محبوب ومكروه، ولا بين قريب وبعيد، فالعدالة الإسلامية لها ميزان واحد به يجد غير المسلمين في دعوة الإسلام ما يحقق أغراضهم، ويلبي احتياجاتهم، ويحقق طموحاتهم في حياة حرة كريمة تسودها المحبة والمساواة بين بني الإنسان.
وقد ركز الإسلام على احترام الإنسان وتكريمه مهما كان أصله أو لونه، رجلاً كان أو امرأة، مسلمًا كان أو غير مسلم، أبيض أو أسود، والحفاظ على حقوقه ودرء الخطر عنه لا لشيء إلا لكونه إنسانًا كرمه الله، ورفع قدره على سائر المخلوقات.
سادسًا: التدرج المرحلي في الإعلام الدعوي:
التدرج هو واحد من أبرز المناهج المستخدمة في حقل الإعلام الدعوي، وباستعراض الظواهر الطبيعية والإنسانية في هذا الكون، سنرى أن هـــذه سنـــــة الله0 فــــي خَلْقـــه، فمــا تكونـت الجبال إلا مــن الحصــى، وما ناطحات السحاب إلا لبنات رصت فوق بعضها.. والتدرج سنة كونية، وسنة شرعية أيضًا.
ولهذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، وكان قادرًا أن يقول لها: كوني فتكون، ولكنه خلقها في أيامٍ ستة، يعلمها الله، كما خلق الإنسان والحيوان والنبات في مراحل متدرجة، حيث مر الإنسان في خَلقه بمراحل متزامنة، كل مرحلة تنبني على ما قبلها وتسلم لما بعدها، حتى أصبح على هذه الصورة التي خرج بها من رحم أُمِّه إلى هذه الحياة الواسعة، وما النطفة والعلقة والمضغة والعِظَام إلا دليل قاطع على هذه السنة الكونية: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين } (المؤمنون:12-14).
ومن هنا نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم متدرجًا، وفي ذلك يقول عز وجل: {وقال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا } (الفرقان:32).
كما أن التدرج المرحلي قد ارتبط بحياة الإنسان نفسها منذ مولده وحتى وفاته، وفي ذلك يقول وتعالى: { والله خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة } (الروم:54).
وجاءت سنة التدرج تيسيرًا من ا$ لعباده فيما يشرعه لهم، إيجابًا أو تحريمًا، فحين فرض الفرائض على عباده، كالصلاة والصيام والزكاة، فرضها على مراحل ودرجات حتى انتهت إلى الصورة الأخيرة.. فالصلاة فُرضت أول ما فُرضت ركعتين ركعتين، ثم أقرت في السفر على هذا العدد، وزيدت في الحضر إلى أربع، وهي الظهر والعصر والعشاء.. والصيام فُرض أولاً على التخيير، من شاء صام ومن شاء أفطر وفدى، أي أطعم مسكينًا عن كل يوم يفطره.. والزكاة فُرضت أولاً بمكة مطلقة غير محددة ولا مقيدة بنصاب ومقادير، بل تُركت لضمائر المؤمنين وحاجات الجماعة والأفراد، حتى فُرضت الزكاة ذات النصب والمقادير في المدينة(1).
والمحرمات كذلك، لم يأت تحريمها دفعة واحدة، فقد علم الله سبحانه مدى سلطانها على الأنفس، وتغلغلها في الحياة الفردية والاجتماعية، فليس من الحكمة فطام الناس عنها بأمر مباشر يصدر لهم، إنما الحكمة بإعدادهم نفسيًا وذهنيًا لتقبلها، وأخذهم بقانون التدرج في تحريمها، حتى إذا جاء الأمر الحاسم كانوا مهيئين فعليًا ووجدانيًا إلى تنفيذه قائلين: سمعنا وأطعنا، ومن أوضح الأمثلة التي تؤكد ذلك هو تحريم الربا والخمر على مراحل معروفة في تاريخ التشريع الإسلامي، حتى نزلت الآيات الحاسمة في النهي عنها من سورة المائدة، وفي ختامها: {فهل أنتم منتهون } (المائدة:91).
ولعل رعاية الإسلام للتدرج هي التي جعلته يُبقي على نظام الرق، الذي كان سائدًا في العالم كله عند ظهور الإسلام، ولو تم إلغاؤه مرة واحدة لأدى ذلك إلى زلزلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فكانت الحكمة في تضييق روافده ما وجد إلى ذلك سبيل، وتوسيع مصارفه إلى أقصى حد، فيكون ذلك بمثابة إلغاء للرق بطريق التدرج(2).
وهذه السنة الإلهية في رعاية التدرج، ينبغي أن تتبع في سياسة الناس إذا أريد إقامة دولة الإسلام في الأرض.. إذا أردنا أن نقيم مجتمعًا إسلاميًا حقيقيًا، فإن ذلك لن يتحقق بين يوم وليلة، ومن ثم فإنه في البداية لابد من الإعداد والتهيئة لذلك، مع الأخذ في الاعتبار سمو الأهداف ومبلغ الإمكانات وكثرة المعوقات، وهو نفس المنهاج الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم لتغيير الحياة الجاهلية إلى حياة إسلامية، حيث تركزت مهمته خلال ثلاثة عشر عامًا بمكة في تربية الجيل المؤمن، الذي يستطيع فيما بعد أن يحمل عبء الدعوة وتكاليف الجهاد، ولهذا لم تكن المرحلة المكية مرحلة تشريع وتقنين، بل كانت مرحلة تربية وتكوين، وكان القرآن نفسه فيها يُعنى' قبل كل شيء، بتصحيح العقيدة وتثبيتها في النفس والحياة، أخلاقًا وأعمالاً، قبل أن يُعنى' بالتشريعات والتفصيلات(1).
ولهذا بدأ الإسلام أولاً بالدعوة إلى التوحيد وتثبيت العقيدة السليمة، ثم كان التشريع شيئًا فشيئًا.
وهكذا نرى أنه قد كمل الدين، وتمت النعمة بمنهج التدرج، الذي نزل به، ولو نزل دفعة واحدة لشق الأمر على الخلق وصعب عليهم امتثال أحكامه، وفي هذا درس بليغ للدعاة ليتدرجوا في مناهجهم، ويكونوا عونًا للناس على تطبيقها وامتثالها، وقد تنبه السلف الصالح لهذه الحقيقة حين ساروا على نهج التدرج في مختلف الأمور، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه(2).
وفي هذا المعنى تقول عائشة رضي الله عنها، واصفة تدرج التشريع ونزول القرآن بقولها: (إنما أنزل أول ما أنزل من القرآن سور فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا أثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر ولا تزنوا، لقالوا: لا ندع الخمر ولا الزنا أبدًا ) (رواه البخاري)(1).
وحين أراد الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز أن يعود بالحياة إلى هدي الخلفاء الأربعة بعد أن يتمكن ويمسك الخيوط في يديه، اعترض على ذلك ابنه الشاب التقي عبد الملك وأنكر على أبيه عدم إسراعه في إزالة كل بقايا الانحراف والمظالم، فقال له: مالك يا أبتِ لا تنفذ الأمور فوالله ما أُبالي لو أن القدور غَلَت بي وبِك في الحق، فكان جوابُ الأبِ الفقيه المؤمن: لا تعجل يا بُني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرّمها في الثالثة، وإني أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فَيَدَعُوه جملة، فيكون من ذا فتنة)(2).
وفي قصص القرآن الكريم نرى سنة التدرج ماثلة في منهج دعوة الرسل، وما قصة نوح عليه السلام عنا ببعيدة، وهـو الذي دعـا قومه ألف سنــة إلا خمسين عامًا، فما آمن معه إلا قليل، ولكنه صبر واحتمل، ونوّع في أساليب دعوته معتذرًا إلى الله بقولــه: {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارًا ثم إني دعوتهم جهارًا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا } (نوح:5-9).
فما بالنا نستعجل استجابة المدعو بعـــد أول لقــاء أو أول تعــارف، وما بالنا نحكم على الناس دون أن نخالطهم أو نصبر عليهم ?
وهكذا بيّن لنا المولى عز وجل الطريق الصحيح لدعوة الناس إلى عبادته، وهو طريق الحكمة من خلال التدرج بالناس في معرفة التكاليف، والصبر عليهم في أداء الواجبات. ومن الحكمة أن يفهم الداعي ماذا يريد، ويحدد هدفه، كما يحدد الوسيلة التي تناسب المدعو، وهذا باختصار يعني وضع الشيء في موضعه الصحيح.
والدعوة أولى من غيرها للعمل بالحكمة، يقول تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } (النحل:125).
وللوقت دور هام في إحراز النجاح، كما للصبر أثره الفعال في شفاء القلوب المريضة.
وفي ضوء ما تقدم نستطيع القول: إنه طالما أن التدرج سنة إلهية، فلقد وجب على الدعاة والإعلاميين اتباعها والعمل بها، حتى لا يقعوا في المحظور وهو العجلة، وفي ذلك يقول عــز من قائل: {ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا } (الإسراء:11).
فالمرء يتعجل النتائج ويستبطئ إحراز الهدف، وإذا فعل الداعية ذلك فسيكون مثله كمثل الزارع الذي يحصد الثمرة قبل نضجها، فيكون بذلك قد خسر جهدًا بذله في زراعتها، وخسر الثمرة التي قطفها قبل أوان نضجها.
وبعد: ففي ضوء هذه الحقائق، تتضح الأهداف التي يقوم عليها منهج الإعلام الدعوي، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية(1):
1 ـ أن التعريف الصحيح بالإسلام عقيدة وشريعة، يحقق الخير للجميع إذا التزموا بمعطياته، وتمسكوا بمبادئه.
2 ـ توضيح القيم الإسلامية البناءة، التي يؤكد عليها الإسلام لتنمية المجتمع والارتقاء بأفراده في كل مكان وكل زمان.
3 ـ تأكيد المبادئ النبيلة التي يحث عليها الإسلام، لتحقيق العدل والتكافل والتضامن والخير للجميع.
4 ـ التعريف بأحوال المسلمين، وتذكيرهم بمشاكل إخوانهم، والتحديات التي تواجههم، واقتراح الوسائل المناسبة لمساعدتهم.
5 ـ إبراز الجوانب الإيجابية في الدول الإسلامية، وعدم الخضوع لسيطرة الإعلام الغربي، لتصحيح الاختلال الكمي والكيفي الذي يمارسه هذا الإعلام في تناوله لقضايا الأمة.
6 ـ التعريف بالشخصيات الإسلامية، التي أسهمت في صنع التقدم والتطور في مختلف المجالات.
7 ـ تفنيد الدعايات الكاذبة، والافتراءات المغرضة، التي يشنها أعداء الإسلام وخصومه، والتي تتم من خلال الأعمال الأدبية والفنية التي تصور المسلمين بشكل لا يتفق مع واقعهم، خدمة للمخططات الصهيونية والإلحادية.
8 ـ تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة، التي تكونت عند بعض الشعوب والجماعات عن الإسلام والمسلمين، عن طريق تقديم الواقع الحقيقي للسلوك الإسلامي الصحيح، وشرح أبعاد الفكر الإسلامي بصورة موضوعية.
9 ـ توعية المسلمين في بلاد العالم المختلفة بدورهم في تصحيح صورة الإسلام في غير ديار الإسلام، والتصدي للدعايات المغرضة، وتصحيح المفاهيم الباطلة التي يحاول أعداء الإسلام الترويج لها.